
في كلمات قليلة
يشارك الممثل إبراهيم وابلييه، نجل الممثلة الفرنسية الراحلة فاليري بينغيغي، في مهرجان كان السينمائي. القصة تتناول مسيرته الفنية وكيف تجاوز الصعاب ليثبت نفسه في عالم التمثيل، ودوره المرتقب في مسلسل «أندور».
يستعد الممثل الشاب إبراهيم وابلييه، نجل الممثلة الفرنسية الشهيرة الراحلة فاليري بينغيغي، لصعود السجادة الحمراء لأول مرة في مهرجان كان السينمائي. سيقدم وابلييه فيلم «مجيء المستقبل» (La Venue de l’avenir) للمخرج سيدريك كلابيش، وهو ما سيجذب إليه الأضواء بلا شك.
يبلغ إبراهيم من العمر 28 عاماً، وهو يدرك تماماً الشبه بينه وبين والدته، ويتحدث عن ذلك بصراحة. مشاركته في فيلم كلابيش تمثل خطوة مهمة في مسيرته. يقول إبراهيم: «أنا وسيدريك نعرف بعضنا منذ أربع سنوات. قمت بتجربة أداء لإعلان معه، ومنذ ذلك الحين لم نفترق. إنه رجل نزيه، صاحب رؤية، وها أنا أصبحت «كانياً» بفضله!»
ما جذبه في فيلم «مجيء المستقبل» هو فرصة تجسيد مرحلة الشباب وشخصية «سيب»، الشاب الذي يبحث عن معنى الحياة ويجده من خلال جذوره، مبرزاً أهمية المسار الذي قطعه. هذا الأمر يتردد صداه مع حياة إبراهيم وابلييه نفسه، الذي كان عليه أيضاً أن يمر بمراحل وتحديات قبل أن يحقق ذاته.
شغفه بالتمثيل بدأ مبكراً جداً. يتذكر: «كبرت محاطاً بأخي الأكبر سيزار ووالدينا الممثلين فاليري بينغيغي وإريك وابلييه، اللذين التقيا في دورة التمثيل الحر في معهد كور فلوران، وكانا محاطين بالكثير من الفنانين». ويضيف أن رؤية فيلم «الغناء تحت المطر» في عمر السادسة كانت بمثابة انفجار من المشاعر والألوان والأداء. لكن بما أن والديه كانا ممثلين، فقد منع نفسه لفترة طويلة من سلوك هذا الطريق.
سنوات دراسته كانت صعبة – «كنت أخاف جداً من المدرسة، كنت أبكي كل يوم» – لكنه سرعان ما اكتشف موهبته في الكوميديا. «كنت ممتلئاً بعض الشيء، لذلك لم أكن الأجمل بين أصدقائي، لكنني كنت الأطرف بلا منازع. كنت أتغذى على ضحكات الآخرين»، يروي الممثل. بعد وفاة والدته فاليري بينغيغي عام 2013 إثر إصابتها بسرطان الثدي، وكان عمره حينها 15 عاماً، قرر بشكل نهائي أن يصبح ممثلاً. يقول: «وجدت أنه من الجميل أن أحمل الشعلة».
بعد حصوله على البكالوريا، بدأ بالعمل مع والده الذي أصبح يدير مطعماً، ثم التحق بمعهد كور فلوران حيث أمضى عاماً. حصل على أول دور له في فيلم «Interrail» للمخرجة كارمن أليسندرين، وتذوق حلاوة السينما. «كانت أجمل هدية وأسوأها في آن واحد، لأن كل شيء كان مثالياً: سافرت لمدة سبعة أسابيع عبر أوروبا مع شباب في عمري، فقدت وزناً دون أن أغير شيئاً في حياتي اليومية، ووجدت معنى لحياتي. بدت لي هذه المهنة حينها الأجمل في العالم»، يتذكر إبراهيم. كان عمره آنذاك 18 عاماً، وأحلامه تملأ رأسه، لكن الواقع سرعان ما أعاده إلى الأرض.
بعد هذه التجربة الفريدة، تتابعت تجارب الأداء، والأدوار الثانوية، والإعلانات. أدرك صعوبة المهنة وتعقيداتها. تعلم في الميدان وبدأ يلفت الانتباه، خصوصاً بدوره في مسلسل «Jeune & Golri 2». يقول: «منذ عامين أو ثلاثة أعوام، أشعر أنني استحققت مكاني وبدأت أختار المشاريع التي تعجبني. لم أرغب في أن أكون مرتبطاً باسم والدتي أو أن أستعين بأصدقائها، لأنني لم أرغب في أن يقال عني إنني ممثل دخل المهنة بالواسطة. مررت بالكثير من الإخفاقات والرفض، لم يكن الأمر سهلاً، والآن وقد شعرت أنني أثبت نفسي وأقمت شبكتي الخاصة، أشعر بالشرعية، وأنا فخور بالقول إنني ابن فاليري بينغيغي».
شغوفاً بالولايات المتحدة – «لدي كل شيء أميركي، باستثناء جواز السفر والأفكار السياسية» – نشأ إبراهيم على أعمال سينمائية وتلفزيونية أميركية مثل أفلام جود أباتاو ومسلسل «المكتب» (الذي يعتبره «كتابه المقدس»). يحلم بالعمل يوماً ما مع دينيس فيلنوف. ورغم أنه لم يصور بعد مع مخرج «كثبان»، يمكن للممثل الشاب أن يتباهى بحصوله على دور في الموسم الثاني من مسلسل «أندور»، وهو من عالم «حرب النجوم» ويركز على شخصية كاسيان أندور (دييغو لونا)، وهو متاح حالياً على ديزني+.
سيراه الجمهور أيضاً لاحقاً في مسلسل على قناة Arte بعنوان «الفصول» (Les saisons) حيث يلعب دور رجل على مدار عدة عقود؛ وفي الكوميديا القادمة لإيغور غوتمان «المليونير الصغير» (Young Millionnaire)؛ وكذلك في الفيلم الأول لألكسندر شتايغر «بيئة المشاعر» (L’Écologie des sentiments). هذا الصيف، سيشارك في تصوير الفيلم القادم لإحدى صديقات والدته المقربات، حيث سيظهر في دور قصير. لكن الشاب الطموح يهدف أيضاً إلى الجلوس خلف الكاميرا يوماً ما، ولما لا، الانخراط في عالم الستاند أب كوميدي. يبدو مستقبل إبراهيم وابلييه واعداً.