
في كلمات قليلة
أعلنت آرت بازل، أكبر ياردة دولية للفن المعاصر، عن إطلاق نسختها الجديدة في الدوحة بقطر عام 2026. هذا القرار يسلط الضوء على الدور المتزايد للشرق الأوسط و"الجنوب العالمي" في رسم ملامح سوق الفن العالمي وثقافته.
يتزايد الاهتمام بسوق الفن المعاصر عالمياً، ويصبح دوره الجيوسياسي أكثر وضوحاً. أحد أبرز المؤشرات الحديثة على هذا الاتجاه هو الإعلان عن توسع آرت بازل، أكبر معرض فني دولي.
أعلنت الشركة الأم لمعرض آرت بازل، في 20 مايو، عن خطط لإطلاق نسخة جديدة من المعرض الضخم في الدوحة، قطر، اعتباراً من فبراير 2026. ستنضم الدوحة بذلك إلى قائمة المدن المرموقة التي تستضيف آرت بازل: بازل، ميامي، هونغ كونغ، وباريس.
تؤكد هذه الخطوة طموحات قطر لتصبح مركزاً رئيسياً للفن العالمي. تسعى الدوحة لتعزيز مكانتها في المشهد الثقافي والاقتصادي الدولي، مستفيدةً من إمكانات سوق الفن العالمي المتنامي.
يعكس توسع آرت بازل في قطر تحولات أوسع في المشهد الفني العالمي والسوق الفني، الذي لم يكن يوماً مرغوباً أو فاخراً أو ذا أهمية جيوسياسية بهذا القدر. يشير المراقبون إلى أن هذا التوجه يرتبط بالنفوذ المتزايد للمناطق التي غالباً ما يُطلق عليها مصطلح "الجنوب العالمي".
تاريخياً، وبعد ستينيات القرن الماضي، شهد المشهد الفني العالمي فترة أميركية سريعة. قام أصحاب المعارض والنقاد والصحفيون والمتاحف الأميركية بالترويج الحثيث للحركات الفنية الحديثة، مكرسين "الطريقة الأميركية في الفن". ومع ذلك، تتغير اليوم جغرافية النفوذ، وتلعب دول الخليج العربي، بما في ذلك قطر، دوراً بارزاً بشكل متزايد.
يعد استضافة آرت بازل في الدوحة، بمشاركة حوالي خمسين صالة عرض عالمية في الدورة الأولى، مؤشراً قوياً على هذا التحول. أصبحت الدول ذات الموارد المالية الكبيرة لاعبين نشطين في سوق الفن، ليس فقط بهدف اقتناء الأعمال الفنية، ولكن أيضاً بهدف بناء مراكز ثقافية عالمية المستوى. هذا يجعل الفن المعاصر ليس مجرد هدف لهواة الجمع، بل أداة للقوة الناعمة وعنصراً من عناصر الاستراتيجية الجيوسياسية.