الفيلسوف فلاديمير جانكليفيتش: أربعون عاماً على رحيل صاحب «شيء لا أعرفه»

الفيلسوف فلاديمير جانكليفيتش: أربعون عاماً على رحيل صاحب «شيء لا أعرفه»

في كلمات قليلة

الخبر يتناول الذكرى الأربعين لوفاة الفيلسوف الفرنسي فلاديمير جانكليفيتش. بمناسبة عرض فيلم وثائقي عنه، يتم استعراض حياته وأفكاره الأساسية، لا سيما نظريتي «شيء لا أعرفه» و«لا شيء تقريباً».


قبل أربعين عاماً تماماً، توفي فلاديمير جانكليفيتش، الفيلسوف المتميز والعقل الكبير. تكريماً له، يعرض تلفزيون LCP فيلماً وثائقياً يحتفي بذكراه.

تتلخص فلسفة جانكليفيتش بشكل كبير في حكاية رواها بنفسه عام 1980. سأله سائق التاكسي الذي كان يقله، وهو أستاذ فلسفة الأخلاق في جامعة السوربون: «ما هي الفلسفة؟». أجابه المسافر بحديث سريع وشغوف، وبمظهر أنيق على الطراز القديم، أنه للتو بدأ في ممارسة الفلسفة. الفلسفة هي أن تندهش، أن تطرح الأسئلة. يكمن جزء كبير من فكر جانكليفيتش في هذه الحكاية التي أخرجته من الظل ومهدت الطريق لهذا الوثائقي، الذي يُعرض بمناسبة مرور أربعين عاماً على وفاته. إنه تكريم عظيم لعقل فذ، لأنه كان هامشياً في تفكيره، وقد أسس منهجه على نظريات «شيء لا أعرفه» (le « je ne sais quoi ») و«لا شيء تقريباً» (le « presque rien »).

تطلبت سيرة هذا الفيلسوف الذي تناول اللاموصوف، اللحظة، والصيرورة، حرية شكلية من المخرجين فابريس غارديل وماثيو ويشلر ليتمكنا من تتبع حياته بحساسية. يعود الثنائي إلى ولادته في بورج عام 1903 لأبوين يهوديين فرا من روسيا، ودراساته اللامعة، وحصوله على الأستاذية، وشهادته العليا في فلسفة شيلينغ، وسنوات التدريس، ثم الحرب التي حلت كالصاعقة. يقدر المؤرخ باسكال أوري أنه لم يتعافَ منها أبداً. كان يردد دائماً: «أنا حي بفضل خطأ من الغيستابو»، ليؤكد على الميكانيكية النازية القاسية. في عام 1965، كان من أوائل من وصف الجرائم الألمانية بأنها «لا تسقط بالتقادم»، في مجتمع لم يكن قادراً بعد عشرين عاماً من فيلم «شوا» للمخرج لانس مان على مواجهة الرعب.

لم يجد جانكليفيتش السكينة إلا في نهاية حياته، بعد رسالة من شاب ألماني، لم يسعَ لتبرئة شعبه، لكنه أخبره أنه هو أيضاً لا يجد مواساة. «معاداة السامية مختبئة في أعماق القلوب، إنها في الجبن الأخلاقي»، هكذا كان الفيلسوف يحذر، وهو تحذير يجد للأسف صدى جديداً اليوم. بالنسبة لشخصيته، كان يؤكد على أن الفكر لا ينبغي أن يكون منفصلاً عن العمل، بل متجذراً في الوجود. لم يكن يفضل أولئك الذين «يلتزمون بالالتزام» ويستمعون إلى أنفسهم وهم ينطقون بالكلمات المنتهية بـ«ـية» أو «ـizm». كان يرى أن سارتر، على سبيل المثال، كان خجولاً للغاية خلال الحرب.

في ثلاثين كتاباً، تعمق جانكليفيتش في ألغاز الميتافيزيقا، الموسيقى، الفكاهة، أو الحب، من خلال حجج معقدة أحياناً. هذا «متسلق قمم الفكر» تناول هذه الموضوعات الشاسعة من الجانب العقلاني ليظهر حدود العقل بشكل أفضل. الواقع يقاومنا. المطلق لا يحتاج إلى كلمات. ذلك «الشيء الذي لا أعرفه» في وجه محبوب، في مراوغة لاعب كرة قدم، في سوناتا لشوبرت، أو في الشعور بمرور الوقت – الواضح وغير المفهوم في آن واحد – يعيدنا إلى هشاشة حججنا، وفي الوقت نفسه يمنحنا سعادة مؤكدة. هذا كله مقدمة لفلسفة واسعة كان الأستاذ المدهش جانكليفيتش يدرسها في السوربون. أو خلال رحلة عابرة في سيارة أجرة.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.