الممثل جيرار ديبارديو يُدان بالاعتداء الجنسي ويُحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ

أصدرت محكمة باريسية حكماً على الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديو بالسجن لمدة 18 شهراً مع وقف التنفيذ، بعد إدانته في قضية اعتداءات جنسية وقعت خلال تصوير فيلم "الستائر الخضراء" (Les Volets Verts) عام 2021.

وقد أعلن محامي ديبارديو، مايت جيريمي أسوس، عن نيته استئناف الحكم. في المقابل، عبرت الضحايا المفترضات والنساء الأخريات اللواتي اتهمنه عن سعادتهن بهذا القرار.

تعود وقائع قضية "الستائر الخضراء" إلى 10 سبتمبر 2021، حيث تحدثت مصممة ديكور (أشير إليها سابقاً باسم أمل لحماية هويتها) عن تعرضها لاعتداء جنسي أثناء التصوير في باريس. روت المصممة البالغة من العمر 53 عاماً عن تصرفات غير لائقة ونكات فجة، قبل أن يتم الإمساك بها "بعنف". وقالت إن الممثل البالغ من العمر 75 عاماً "ضغط على خصرها وبطنها، صعوداً حتى صدرها" قبل أن يوقفه أحد حراسه الشخصيين. وأضيفت شهادتها إلى شهادة سارة، البالغة من العمر 33 عاماً ومساعد المخرج الثالث في نفس التصوير، والتي اتهمت جيرار ديبارديو بلمس "صدرها ومؤخرتها" مرتين.

يأتي هذا الحكم في 13 مايو، بعد شهرين من المحاكمة، ليدين ديبارديو بالاعتداء الجنسي.

لكن قبل تصوير "الستائر الخضراء"، واجه جيرار ديبارديو اتهامات من نساء أخريات. يعود أول اتهام إلى أواخر أغسطس 2018، عندما تقدمت الممثلة الشابة شارلوت أرنولد، البالغة من العمر آنذاك 24 عاماً، بشكوى ضد الممثل. أكدت الشابة تعرضها للاغتصاب مرتين في قصره بباريس في أغسطس 2018. بعد إغلاق شكواها الأولى، كررت أقوالها في عام 2020 مما أدى إلى فتح تحقيق رسمي بتهم "الاغتصاب" و"الاعتداءات الجنسية". وبعد عام، أعلنت النيابة العامة في باريس أن "غرفة التحقيق تعتبر أن هناك، في هذه المرحلة، مؤشرات جدية أو متوافقة تبرر بقاء جيرار ديبارديو تحت التحقيق".

في أبريل 2023، أدى تحقيق صحفي واسع النطاق إلى ردود فعل قوية. لم يتحدث التحقيق عن شكاوى قضائية بالضرورة، بل وصف المناخ المعادي للنساء المحيطات به. وقد قدمت 13 شهادة لدعم اتهامات شارلوت أرنولد، بما في ذلك شهادة ممثلة أجنبية تتهم ديبارديو باعتداءات جنسية تعود إلى عام 2014 أثناء تصوير فيلم في نيويورك.

من بين الشهود، الممثلة هيلين داراس، التي تحدثت في سبتمبر 2023 عن تعرضها لاعتداء جنسي من قبل جيرار ديبارديو أثناء تصوير فيلم "ديسكو" عام 2007. على الرغم من سقوط الدعوى بالتقادم، قررت رفع القضية أمام القضاء لتمنح اتهاماتها مصداقية أكبر.

قبل شهرين من ذلك، في يوليو 2023، أدلت متهمة أخرى بشهادتها دون اللجوء إلى القضاء. كانت مساعدة في موقع تصوير فيلم تلفزيوني عام 2015، وتذكرت تعليقات بذيئة ومقترحات ذات طبيعة جنسية من ديبارديو، ووصفت حادثة شعرته فيها وكأنها "رهينة"، حيث قام بـ"إنزال بنطاله" أمامها ليظهر لها عضوه. كما روت فنية أخرى كيف قام ديبارديو بـ"الإمساك بفرجها" "بنية واضحة وضحكة فظة".

في 6 ديسمبر 2023، انتحرت الممثلة إيمانويل ديبيفير. كانت أول من اتهم جيرار ديبارديو علناً في عام 2019، متحدثة عن سلوكه على تصوير فيلم "دانتون" عام 1982 وكيف "وضع يده تحت تنورتها". وقد أكد آخرون هذا السلوك.

في 21 ديسمبر 2023، تقدمت الصحفية والكاتبة الإسبانية روث بازا بشكوى، مؤكدة أنها تعرضت للاغتصاب في أكتوبر 1995 بباريس أثناء مقابلتها للممثل.

وأخيراً، في 9 يناير 2024، قدمت مساعدة تبلغ من العمر 24 عاماً شكوى خامسة بتهمة "الاعتداء الجنسي على شخص ضعيف من قبل شخص يستغل سلطة وظيفته". يزعم أن الاعتداء حدث في مارس 2014 أثناء عملها معه في فيلم، حيث وصفت كيف تم دفعها إلى خزانة والإمساك بها وهي تسمعه يصرخ بشكل مهين.

على الرغم من أن جميع هذه الوقائع لم يتم الحكم فيها يوم الثلاثاء الماضي، إلا أنها توفر نظرة على سلوك جيرار ديبارديو وتساعد في فهم سياق شكاوى المرأتين الأخيرتين. وفقاً لمحامية ضحايا، فإن حوالي 20 إلى 25 امرأة قد اتهمن الممثل بأفعال تتراوح بين الإهانات والعنف الجنسي والتحرش والاعتداءات الجنسية.