الممثلة جيني بيث في فيلم "مختلفة": تسليط الضوء على التوحد وصعوبات التشخيص والعلاقات

الممثلة جيني بيث في فيلم "مختلفة": تسليط الضوء على التوحد وصعوبات التشخيص والعلاقات

في كلمات قليلة

الممثلة جيني بيث لعبت دور البطولة في فيلم "مختلفة" عن امرأة تكتشف إصابتها بالتوحد. في مقابلة، تحدثت عن تحضيرها للدور، أهمية تسليط الضوء على التوحد لدى البالغين، وقبول الاختلاف.


تم عرض فيلم "مختلفة" (Différente) للمخرجة لولا دويون، والذي تلعب فيه الممثلة والمغنية الشهيرة جيني بيث دور البطولة. تجسد بيث شخصية كاتيا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً وتكتشف أنها مصابة باضطراب طيف التوحد (ASD). يدعو الفيلم المشاهدين إلى التفكير في قبول الاختلاف والفضول تجاه "الآخر"، ويسلط الضوء على أهمية الوعي بالتوحد لدى البالغين، خاصة النساء.

تشير الإحصائيات إلى أن تشخيص التوحد لدى الذكور أكثر شيوعاً بكثير منه لدى الإناث (بنسبة ثلاثة إلى واحد تقريباً)، لكن الخبراء يرون أن هذا قد يعود إلى نقص التشخيص لدى النساء، مما يؤدي إلى اكتشاف متأخر أو عدم التشخيص بالمرة.

في فيلم "مختلفة"، كاتيا، وهي باحثة وثائقية لامعة، شعرت دائماً بأنها "غير متوافقة" مع المجتمع. لا تحتمل الأماكن الصاخبة، تحتاج إلى ترتيب دقيق لأشيائها (مثل وسائد الأريكة)، تشعر بعدم الارتياح مع التغيير، وتتحدث بصراحة دائماً، وتجد صعوبة في فهم المعاني الخفية. ترافقنا الأحداث في رحلتها نحو التشخيص وفي علاقتها المعقدة مع فريد، والتي تتأرجح بين الحب والأزمات.

جسدت جيني بيث دور كاتيا ببراعة ودقة، مبتعدة عن القوالب النمطية. في حوار، تحدثت عن تجربتها مع هذا الدور.

عن قبول الدور: "عرضت عليّ لولا دويون الدور الرئيسي، وهو شيء لم يعرض عليّ من قبل. كان تحدياً، أردت أن أعرف إن كنت قادرة على ذلك. لقد اختارتني لولا بثقة، وشعرت أن هناك شيئاً صلباً يدعم هذا الاختيار. مع لولا، شعرت بالثقة لأقبل دوراً يمكن وصفه بأنه 'محفوف بالمخاطر'. عندما تسمع كلمة 'التوحد'، قد تشعر ببعض القلق. ولكن من خلال المحادثات مع لولا، اللقاءات، والقراءات، أدركت أن هناك أنواعاً مختلفة من التوحد بعدد الأشخاص المصابين به. هذا حررني، لأنني لم أرغب في تقديم شخصية كاريكاتورية أو تقليد شخص آخر."

عن التحضير للدور: "كان لدي عام كامل للتحضير بين تجربة الأداء وبدء التصوير. قرأت كل ما استطعت عن الموضوع، من الأدب العلمي إلى القصص المصورة، الأدب بمختلف أنواعه، وحتى الصحافة. شاهدت أفلاماً وثائقية وقابلت أشخاصاً مصابين باضطراب طيف التوحد، متنوعين ومختلفين، لكن بشكل أساسي من النساء. كان بينهن بطلات أولمبيات، وأمهات. هذه اللقاءات كانت غنية جداً. بعد ذلك، تدربت على المشاهد مع مدربة. عملت على هذا الدور بفرح وبساطة."

عن قصة الحب في الفيلم: "هذا الفيلم أشبه بالكوميديا الرومانسية، وهذا ما أحببناه أنا وزميلي تيبو إيفرارد (الذي يلعب دور فريد). القصة تتناول تداعيات التشخيص على زوجين يحبان بعضهما. قوة 'مختلفة' تكمن في هذا الحب غير المشروط لأن فريد يحب كاتيا للأسباب الصحيحة. وجود التوحد أو عدمه لا يغير شيئاً، رغم أنه يسبب له بعض الصعوبات أحياناً. لكنه يظل لديه نوع من الفرح والرغبة في عيش هذه القصة معها. العائق الوحيد هو أنه مقيد بفكرة معينة: ما هي العلاقة الزوجية؟ العلاقة هي أن تأخذ صديقتك لزيارة أصدقائك، إلى حفلة عيد ميلاد حيث سترقصون؛ الذهاب لشرب القهوة في المقهى؛ الانتقال للعيش معاً. لكن بالنسبة لكاتيا، هذه الفكرة عن العلاقة الزوجية صعبة التصور."

ترى جيني بيث أن الفيلم يقدم رؤية حديثة وضرورية للعلاقات، حيث يبتكر الشركاء طريقتهم الخاصة للعيش معاً بدلاً من اتباع ما يمليه عليهم المجتمع. وتشير إلى أن الفن والأفلام يجب أن توفر بدائل وتظهر حقائق وخيالات مختلفة.

عن الأدوار الاجتماعية في مسيرتها: "أعتقد أنهم يختارونني لهذه الأدوار (تضحك). يسعدني وجود هذا الالتزام في الأفلام التي أشارك فيها. لكن ما يهمني أكثر هو رؤية المخرج وقدرته على سرد القصة، هذا هو الأهم. بدون ذلك، لا توجد رسالة."

عن الفن والشعور بالاختلاف: في الموسيقى، يجذبها "الراديكالية"، والتي تساويها بالبساطة – أن تظهر الأشياء كما هي. هي "مناضلة لا تعرف الملل" ضد الضجر. تشعر جيني بيث بأنها "مختلفة" دائماً، وإلا لما كانت فنانة. "لدي الكثير من النقاط المشتركة مع كاتيا"، تقول. "أحياناً يمكنني أن أكون في حشد من الجماهير في حفلة موسيقية وأستمتع بذلك، لكنني لا أتحمل أن أكون في مترو الأنفاق المزدحم. ما أحبه في كاتيا هو عدم قدرتها على التصرف مثل الآخرين. غالباً ما نجد صعوبة في فهم ذلك، لكن الأشخاص المصابين بالتوحد لا يمكنهم فعل ذلك. نطلب منهم بذل جهد، لكننا لا ندرك الثمن الذي يدفعونه. أنا معجبة بمن لديهم خصوصياتهم وتفرداتهم، وأنا أكرم وأحترم ذلك."

يدعو فيلم "مختلفة" إلى رؤية الاختلافات كشيء مبهج، بدلاً من البحث عن القواسم المشتركة فقط. تعتقد جيني بيث أن الكثيرين يشعرون بأنهم "مختلفون"، خاصة في الأوساط الفنية، حيث يُقدر الخروج عن التيار السائد.

عن قبول اختلافها: في صغرها، وجدت صعوبة في قبول تعرضها للتنمر، وفهم لماذا يحدث لها ذلك. لكنها تتذكر دائماً جملة جميلة جداً: "عندما تتعرض للتنمر، فذلك لأن في داخلك شيئاً يضيء."

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.