تستعرض "الروح النقدية" في هذا العدد ثلاث أعمال سينمائية بارزة تتناول قضايا تاريخية وسياسية معقدة، مقدمةً رؤى مختلفة حول تأثير الأحداث الكبرى على الأفراد والمجتمعات.

"الغريب" لفرانسوا أوزون: نظرة على الجزائر الفرنسية

يواصل المخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، الذي اشتهر بأفلام مثل "8 نساء" و"في المنزل"، إثراء مسيرته الفنية بفيلم جديد مقتبس عن رواية ألبير كامو الكلاسيكية "الغريب". تدور أحداث الرواية، التي نشرت عام 1942، في الجزائر الفرنسية خلال ثلاثينيات القرن الماضي. يتناول الفيلم قصة ميرسو، الموظف الشاب الذي يعيش وحيدًا، غريبًا عن مشاعره وغير مبالٍ بالعالم من حوله، والذي يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل على شاطئ الجزائر. يجسد الدور الرئيسي بنجامين فوازان. بدأ عرض الفيلم في 29 أكتوبر.

"بيت الديناميت" لكاثرين بيغلو: عودة إلى الرعب النووي

بعد غياب دام ثماني سنوات، تعود المخرجة الأمريكية كاثرين بيغلو، الحائزة على جائزة الأوسكار لأفضل إخراج عن فيلم "خزانة الألم"، بفيلمها الجديد "بيت الديناميت"، الذي يعرض حاليًا على منصة نتفليكس. يحيي الفيلم نوع أفلام نهاية العالم النووية، مستوحيًا من كلاسيكيات مثل "دكتور سترانجلاف". يأتي الفيلم في توقيت سياسي وجيوسياسي حساس، حيث يعرض تهديد صاروخ نووي موجه نحو شيكاغو، مما يغمر المشاهدين في أجواء حرب باردة حديثة، مع غرف قيادة وشاشات تحكم معقدة. هذا العمل يعكس التوترات العالمية الحالية حول الأسلحة النووية.

"نسور الجمهورية" لطارق صالح: ثلاثية مصرية تختتم

يختتم المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح ثلاثيته عن مصر بفيلم "نسور الجمهورية". يعود ممثله المفضل فارس فارس ليؤدي دور نجم سينمائي مصري شهير يلقب بـ"فرعون الشاشة"، يجد نفسه مجبرًا على تجسيد دور المشير السيسي، الذي يحكم مصر منذ انقلاب 2013. الفيلم، الذي أنتجته القوات المسلحة، بعنوان "إرادة الشعب" ويهدف إلى تمجيد شجاعة القائد العسكري. من خلال هذه الحبكة، يتعمق صالح في التاريخ المصري الحديث، متطرقًا إلى أحداث مثل اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، ومستحضرًا صورًا من العصر الذهبي للسينما المصرية. من المقرر عرض "نسور الجمهورية" في 12 نوفمبر.