
في كلمات قليلة
بمناسبة الذكرى العاشرة لبرنامج "Women In Motion" التابع لمجموعة كيرينغ، كشفت الخبيرة ستيسي إل. سميث عن دراسة تظهر تضاعفاً في عدد المخرجات في أسواق رئيسية، لكنها أشارت إلى استمرار تحديات جوهرية مثل ثبات نسبة الشخصيات النسائية الناطقة، والتشييء، والتركيز على الشباب، بالإضافة إلى التفاوت الغامض في الأجور. وأكدت سميث أن جيل Z يدفع الصناعة نحو مزيد من الشمولية، وأن القوة النهائية تكمن في يد الجمهور.
أكدت الدكتورة ستيسي إل. سميث، الأستاذة المتخصصة في قضايا الشمولية بجامعة ساوث كارولينا، أن السينما تظل صناعة "القوة فيها في المقام الأول بين يدي الجمهور"، وذلك تعليقاً على التقدم والتحديات المستمرة في تحقيق المساواة بين الجنسين في عالم الأفلام.
جاءت تصريحات سميث بالتزامن مع الذكرى العاشرة لبرنامج "Women In Motion" (نساء في الحركة) الذي أطلقته مجموعة كيرينغ (Kering)، حيث كشفت المجموعة عن دراسة جديدة حول المساواة بين الرجال والنساء في صناعة السينما العالمية.
برنامج "Women In Motion"، الذي انطلق في مهرجان كان قبل عقد من الزمان، يهدف إلى تسليط الضوء على النساء في مجالات الفنون والثقافة. ويوفر البرنامج منصة سنوية للمحترفات في السينما لتبادل الأفكار من خلال الحوارات والبودكاست، بالإضافة إلى تقديم جائزتين: جائزة "Women In Motion" لشخصية ملهمة، وجائزة "الموهبة الصاعدة" لمخرجة واعدة.
بناءً على طلب كيرينغ، أجرت ستيسي إل. سميث دراسة موسعة حللت تطور التكافؤ بين الجنسين بين عامي 2015 و 2024. وقد ركزت الدراسة على الأفلام الفرنسية والأمريكية والألمانية والأسترالية والإيطالية والإنجليزية التي حققت إيرادات تزيد عن مليون دولار في شباك التذاكر العالمي. وأظهرت النتائج تقدماً ملحوظاً:
- تضاعف عدد المخرجات في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة (ليصل إلى 16.2% في 2024).
- تضاعف العدد أربع مرات في المملكة المتحدة (32.3%).
- زاد بنسبة 10% في فرنسا (25.9%).
- شهدت المهرجانات الكبرى مثل كان والبندقية وتورنتو وصندانس وبرلين زيادة بنسبة 8% في تمثيل المخرجات، وحصلن على المزيد من الجوائز.
ويُعزى هذا التطور إلى عوامل عدة، أبرزها حركة "Me Too" التي سلطت الضوء على التمييز ضد المرأة، والمساعدات الإنتاجية المشروطة بالتنوع والتكافؤ، فضلاً عن تزايد وجود النساء في المناصب القيادية، مثل دونا لانغلي (Universal) وبيلا باجاريا (Netflix).
وتشدد سميث على أن "الشمولية قيمة أساسية لجيل Z. فهم يفضلون المحتوى الذي يشبههم ويريدون أن يُمثَّل العالم كما هو. ورغم أن السياسات قد تدفع بعض الاستوديوهات إلى إلغاء مواثيق الشمول، فإن صناعة السينما هي صناعة القوة فيها أولاً وأخيراً في يد الجمهور".
ومع ذلك، أعربت الخبيرة، وهي أيضاً مؤسسة مبادرة أننبرغ للشمولية، عن أسفها لاستمرار بعض القوالب النمطية الجنسانية. ففي عام 2024، بلغت نسبة الشخصيات الرئيسية النسائية 54% (بزيادة 22% عن 2015). لكن للأسف، ظلت النسبة الإجمالية للشخصيات النسائية الناطقة ثابتة عند 32% على مدى السنوات العشر الماضية. كما أن ربع هذه الشخصيات تظهر عارية جزئياً، وربعها فقط تزيد أعمارهن عن 40 عاماً.
وتقول سميث: "هذه هي القضايا التي تثيرها النساء في هذا المجال: التشييء والتركيز على الشباب. بعد أن كنّ يُجبرن على الصمت، أصبحن الآن يشرن إلى إخفاقات النظام ويُسهمن في مراجعة عالمية للضمير، وتُعد مبادرات مثل «Women In Motion» محفزات لها". ويبقى التحدي الأخير والأكثر حساسية هو المال. وتختتم سميث حديثها قائلة: "لا يزال التفاوت في الأجور منطقة غامضة. نحتاج إلى الوصول إلى العقود السرية لتسليط الضوء على الفجوات، ومعرفة القيمة الحقيقية التي تمنحها الصناعة لعمل النساء".