
في كلمات قليلة
أعلن مدير مهرجان آرل الدولي للتصوير الفوتوغرافي، كريستوف ويزنر، عن الدورة الجديدة للمهرجان بعنوان «صور عصية». تستكشف الدورة دور التصوير كأداة للمقاومة وتناول القضايا الاجتماعية والثقافية الراهنة.
أعلن كريستوف ويزنر، مدير مهرجان آرل الدولي المرموق للتصوير الفوتوغرافي (Rencontres d’Arles)، عن الدورة السادسة والخمسين من المهرجان، والتي ستقام في آرل بفرنسا في الفترة من 7 يوليو إلى 5 أكتوبر. تأتي هذه الدورة تحت عنوان «صور عصية»، وتستكشف دور التصوير في عالمنا المعاصر، داعية الجمهور لإعادة النظر في القضايا الراهنة.
أوضح ويزنر في حديثه أن اختيار عنوان «صور عصية» جاء كرد فعل على المحاولات الرامية لتقييد النقاش حول التنوع والمساواة والاندماج. وقال إن التصوير الفوتوغرافي يظهر اليوم أكثر من أي وقت مضى كأداة للمقاومة وسد منيع ضد هيمنة السلطة. وأشار إلى أمثلة تاريخية على الرقابة، مثل حذف صور مهمة من الأرشيف الرقمي، مؤكداً على أهمية الحفاظ على الذاكرة البصرية.
يعكس ملصق المهرجان الرئيسي هذا التوجه، حيث مأخوذ من معرض «في الديار» الذي يسلط الضوء على التصوير الأسترالي، الذي تناول مبكراً قضايا الاستعمار وتهميش السكان الأصليين. يظهر الملصق طفلاً يرتدي قناع كابتن أمريكا فوق هيكل سيارة محطمة، في إشارة إلى الأزمات الحالية ومفهوم التداخل الثقافي.
ضمن قسم «يوميات رحالة»، يستكشف المهرجان مفهوم المصور كشاهد يوثق الأماكن، من أعمال يوجين أتجه عن باريس إلى «رحلات الطريق» المعاصرة التي ترصد التباينات الاجتماعية وحياة المهمشين. يعرض هذا القسم تنوع الأساليب، من الفكاهي إلى الحزين والدرامي.
تحظى قضايا العائلة والقرابة باهتمام خاص في المهرجان. تستكشف المعارض مفهوم «العائلة المختارة»، المستوحى من أعمال نان غولدن التي وثقت محيطها بعد وفاة أختها. يتناول فنانون آخرون قضايا المجتمعات النسائية والبحث عن الهوية من خلال العلاقات الأسرية، متحدين المفاهيم التقليدية للعائلة.
نان غولدن لم تتوقف عن توثيق عائلتها البديلة بعد انتحار شقيقتها الكبرى باربرا.
كريستوف ويزنر
القسم المخصص للأرشيف يقترح النظر إليه كمصدر للقصص. يقدم المهرجان مجموعات من الصور المجهولة والألبومات الشخصية، حيث تصبح كل صورة جزءاً من حكاية، أحياناً مأساوية، كما في دراسة أرشيف مؤسسات الفتيات «المنحرفات». يستخدم الفنانون المواد الأرشيفية لإنشاء صور جديدة، مثيرين أسئلة حول المعايير الاجتماعية وكاشفين صفحات منسية من الماضي.
يتناول فصل «إعادة قراءة» أعمال شخصيات مؤثرة من زاوية جديدة. يسلط معرض إيف سان لوران الضوء على علاقته الشخصية بالتصوير. تعرض أعمال كلوديا أندوخار قبل مجموعاتها الشهيرة عن قبيلة يانومامي جذور نشاطها. يؤكد معرض لويس ستيتنر على دوره كجسر بين التصوير الأمريكي وتصوير الإنساني الفرنسي، ومواقفه الاجتماعية. وتعكس أعمال ليتيزيا باتاليا عنف المافيا الصقلية في ظل جمال باليرمو.
في قسم «الأسماء الصاعدة»، يتم تقديم فنانين شباب، خاصة من المشهد البرازيلي، يستكشفون الإرث الاستعماري والنضالات المجتمعية. ضمن جائزة اكتشاف مؤسسة لويس روديرير، تعرض مجموعة من سبعة مواهب كيف يصبح التصوير مساحة للوعي وإعادة الابتكار.
يدعو مهرجان آرل الدولي للتصوير الفوتوغرافي الجميع لزيارته في آرل من 7 يوليو إلى 5 أكتوبر، لاكتشاف كيف تتجاوز الصورة الفن لتصبح أداة مهمة لفهم العالم والمقاومة.