في كلمات قليلة
قرب سواحل مرسيليا، تم إنقاذ حطام قاذفة ألمانية من الحرب العالمية الثانية من شبكة صيد كانت تهدده. شارك في العملية علماء آثار وغواصون عسكريون لحماية هذا الاكتشاف التاريخي في قاع البحر المتوسط.
في عملية فريدة قبالة سواحل مرسيليا الفرنسية، نجح فريق من علماء الآثار والغواصين العسكريين في إنقاذ حطام قاذفة قنابل ألمانية من طراز Junkers 88 تعود للحرب العالمية الثانية. كان الحطام، الذي يرقد على عمق 54 مترًا، مهددًا بالتضرر بسبب شبكة صيد علقت به.
الطائرة تحطمت في البحر الأبيض المتوسط خلال مهمة استطلاع في يناير 1943، أي قبل أكثر من 80 عامًا. على الرغم من مرور هذا الوقت الطويل، فإن حالة الحطام جيدة نسبيًا، حيث استقر على القاع بشكل مستوٍ ولم يتفكك. ومع ذلك، لاحظ الخبراء مؤخرًا أن شبكة صيد كبيرة قد تشابكت مع الهيكل، مما يشكل خطرًا على بقائه.
أوضحت مارين سادانيا، عالمة الآثار من قسم البحوث الأثرية تحت الماء (DRASSM)، أن الحطام كان قد تضرر سابقًا من قبل سفينة صيد تستخدم طريقة الجر، لكن الشبكة المكتشفة حديثًا شكلت تهديدًا مباشرًا. على الفور، تم تنسيق عملية مشتركة بين DRASSM، والمتنزه الوطني كالونك، والمحافظة البحرية للمتوسط، بمشاركة غواصين متخصصين في إزالة الألغام.
العملية التي استغرقت أسابيع للتخطيط وست ساعات للتنفيذ تحت الماء، شارك فيها أربعة أزواج من الغواصين تناوبوا على العمل بسبب العمق والرؤية المحدودة. تابع علماء الآثار العملية من سفينة الأبحاث 'ألفريد ميرلين' باستخدام مركبة تحت مائية يتم التحكم فيها عن بعد (ROV) للتأكد من سلامة الإجراءات.
في النهاية، تم إزالة الشبكة بنجاح. تم تسليم نصفها إلى مجموعة من الفنانين الذين يخططون لتحويلها إلى عمل فني يُعرض في ميناء مرسيليا القديم هذا الصيف، بهدف التوعية بمخاطر التلوث البحري. هذه المهمة لم تقتصر على إنقاذ قطعة أثرية تاريخية نادرة، بل حملت أيضًا رسالة مهمة حول ضرورة حماية البيئة البحرية.
لا يزال الموقع الدقيق لتحطم الطائرة ورقمها التسلسلي غير معروفين بدقة، لكن سجلات الحرب تشير إلى فقدان قاذفة بمحركين في نفس المنطقة والوقت تقريبًا. لقي أفراد الطاقم الأربعة مصرعهم، لكن تم العثور على جثة واحدة فقط. على الرغم من عدم اليقين التام، يعتقد علماء الآثار أن الحطام هو بالفعل القاذفة Junkers 88 المفقودة.
