
في كلمات قليلة
تشهد فرنسا تزايداً في شعبية الأسماء "الأصلية" وغير المألوفة بين البنات، مثل ليا وآريا. من اللافت أن بعض هذه الأسماء، كـ نور وآية وعليا، هي أسماء تقليدية وشائعة في الثقافات العربية، مما يشير إلى تداخل ثقافي في اتجاهات تسمية الأطفال.
تشهد قوائم أسماء البنات الأكثر شعبية في فرنسا تحولاً لافتاً، حيث يتجه الآباء نحو اختيار أسماء أكثر تميزاً و"أصالة"، بدلاً من الأسماء الكلاسيكية التقليدية.
لطالما هيمنت الأسماء التقليدية على تصنيفات المواليد في فرنسا، لكن المنافسين الجدد، الذين لم نسمع بمعظمهم قبل سنوات قليلة، بدأوا يشقون طريقهم بقوة في القوائم.
يعكس هذا الاتجاه الجديد الرغبة في التفرد والبحث عن أسماء غير مألوفة. ومن المثير للاهتمام أن العديد من الأسماء التي تعتبر "أصلية" أو "فريدة" في السياق الفرنسي هي في الواقع أسماء شائعة وذات جذور عميقة في ثقافات أخرى، بما في ذلك الثقافة العربية.
وفقًا لتصنيف المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) لأكثر الأسماء شيوعًا في عام 2023، ظهرت العديد من أسماء البنات التي توصف بـ "الأصلية" مثل ليا (Lya)، آريا (Aria)، وحتى تشارلي (Charlie)، لتحتل مراكز متقدمة في القائمة، مزاحمة بذلك بعض الأسماء الفرنسية الكلاسيكية مثل شارلوت (Charlotte) ومارغو (Margaux) وليا (Léa - نطق مختلف).
من بين الأسماء الأخرى التي اكتسبت شعبية كبيرة في عام 2023 وتشمل أسماء ذات أصول متنوعة: إيلا (Ella)، نور (Nour)، لانا (Lana)، عليا (Alya)، آريا (Arya)، ليانا (Lyana)، إيلي (Ellie)، إيمي (Emy)، إيليا (Elya)، آية (Aya)، زيلي (Zélie)، لينا (Lyna)، علياء (Aliyah)، آسيا (Assia)، إسمي (Esmée)، إينايا (Inaya)، ليفيا (Livia). يُلاحظ أن أسماء مثل نور، لانا، عليا، آية، علياء، آسيا، وإينايا هي أسماء منتشرة ومعروفة في الدول العربية والإسلامية، واكتسابها شعبية في فرنسا يمثل ظاهرة ثقافية مثيرة للاهتمام.
ومع ذلك، لم تختفِ الأسماء الكلاسيكية تماماً. فوفقًا لتصنيف L'Officiel des prénoms لعام 2025، لا تزال أسماء مثل لويز (Louise)، أمبر (Ambre)، ألبا (Alba)، وجاد (Jade) تحتل المرتبة الأولى. كما لا تزال الأسماء القصيرة مثل روز (Rose) وإيما (Emma) تحظى بشعبية كبيرة بين الآباء الفرنسيين.
الجدير بالذكر أن هذا التوجه نحو الأسماء "الأصلية" والشائعة في ثقافات أخرى لا يقتصر على البنات فحسب، بل يمتد ليشمل أسماء الذكور أيضاً، مما يؤكد أن التنوع والاختلاف في تسمية الأطفال يتزايدان بشكل ملحوظ في فرنسا.