
في كلمات قليلة
بسبب إغلاق دار الأوبرا في ميتز بفرنسا للتجديد، تم عرض أوبرا فيردي الشهيرة "عايدة" في ملعب "سان سيمفوريان" لكرة القدم. استقطب الحدث غير المعتاد 8000 متفرج وقدم تجربة فريدة تجمع بين الثقافة والرياضة.
شهدت مدينة ميتز الفرنسية حدثاً ثقافياً فريداً من نوعه، حيث تم تقديم أوبرا "عايدة" الشهيرة للموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي على أرض ملعب "سان سيمفوريان" لكرة القدم، وهو الملعب الخاص بنادي ميتز. العرض، الذي أقيم في 6 يونيو، استقطب حوالي 8000 متفرج.
يأتي نقل عروض الأوبرا إلى مواقع غير تقليدية مثل الملاعب كحل مؤقت بسبب أعمال التجديد الكبرى التي يخضع لها دار أوبرا المدينة، والتي ستظل مغلقة لمدة عامين ونصف. أصبح ملعب "سان سيمفوريان" أحد هذه البدائل، مقدماً فرصة استثنائية لمشاهدة عمل كلاسيكي في بيئة غير مألوفة.
أشار مدير مسرح الأوبرا في ميتز ومخرج "عايدة"، بول-إميل فورني، إلى أن اختيار هذا الموقع، الذي يشبه "المدرج الروماني"، يسمح بجذب جمهور أوسع وأكثر تنوعاً من مرتادي الأوبرا التقليديين. أكد على أهمية هذه التجارب، واصفاً الجمع بين "الرياضة والثقافة" بأنه توجه واعد للمستقبل.
تم إنشاء مسرح ضخم بطول 60 متراً خصيصاً لهذا العرض. شارك في الأوبرا حوالي 200 فنان على المسرح، وبلغ إجمالي عدد المشاركين 440 شخصاً. روى العازفون المنفردون والممثلون والكومبارس قصة القائد المصري راداميس وحبه للأميرة الإثيوبية عايدة على خلفية ديكورات تحاكي مصر القديمة.
ذكر المشاركون أن الأداء في الملعب يمنحهم إحساساً بالعظمة والحجم لا يمكن مقارنته بالمسرح التقليدي. وعبر البعض عن أملهم في أن يكون الجمهور في الملعب أكثر حيوية وديناميكية، مثل مشجعي كرة القدم.
تنظيم حدث بهذا الحجم شكل تحدياً تقنياً كبيراً. تطلبت عملية تركيب وتفكيك المسرح حذراً شديداً للحفاظ على أرضية الملعب. وفقاً لإدارة الملعب، سيستغرق الأمر حوالي سبعة أسابيع لاستعادة العشب ليصبح جاهزاً لاستقبال مباريات كرة القدم في منتصف أغسطس. يُستخدم ملعب "سان سيمفوريان" ليس فقط للمباريات الرياضية، بل أيضاً لاستضافة فعاليات كبيرة أخرى؛ على سبيل المثال، آخر حفل موسيقي ضخم أقيم هنا كان في عام 2009.