أولمبياد باريس 2024: كيف قفز فنانون فرنسيون نحو الشهرة العالمية بعد الألعاب

أولمبياد باريس 2024: كيف قفز فنانون فرنسيون نحو الشهرة العالمية بعد الألعاب

في كلمات قليلة

بعد عام على استضافة باريس لأولمبياد 2024، شهد فنانون فرنسيون شاركوا في الحفلات الافتتاحية والختامية قفزة نوعية في مسيرتهم المهنية وشهرتهم العالمية. هذا النجاح ترجم إلى زيادة هائلة في استماعات أعمالهم وظهور فرص جديدة لهم حول العالم.


بعد مرور عام على استضافة العاصمة الفرنسية باريس لألعاب الأولمبياد عام 2024، يؤكد العديد من الفنانين الفرنسيين أن مشاركتهم في الحفلات الافتتاحية والختامية للألعاب شكّلت نقطة تحول استثنائية في مسيرتهم المهنية، دافعة بهم نحو الشهرة العالمية وزيادة ملحوظة في عدد المستمعين على المنصات الرقمية.

فنانون من خلفيات موسيقية متنوعة، من فرقة الميتال Gojira إلى مغنية الميزو سوبرانو Axelle Saint-Cirel، يلمسون بأنفسهم "تأثير الأولمبياد". هذا التأثير تجلى في تسليط الضوء الإعلامي المكثف وتوفر فرص عمل جديدة لم تكن متاحة من قبل. يصف Mario Duplantier، عازف الطبول في فرقة Gojira الذي قدم أداءً قوياً في حفل الافتتاح، الأمر بأنه "دفعة هائلة" و"فرصة استثنائية".

يقول Duplantier: "عندما تعزف أمام مليار شخص، من المؤكد أنك ستصل إلى أشخاص لا يعرفون هذا النوع من الموسيقى على الإطلاق. لقد كان ذلك بمثابة دفعة هائلة لنا". ويضيف مازحاً أن الفرق الفرنسية كانت تجد صعوبة في الماضي باختراق ساحة الروك والميتال العالمية، أما اليوم فالوضع انعكس وأصبح من "الرائع" أن تأتي من فرنسا، مما يضفي نوعاً من "الغرابة" (الإيجابية).

هذه الزيادة في الشهرة لم تقتصر على الفنانين الأقل شهرة، بل شملت أيضاً الأسماء المعروفة. على سبيل المثال، شهدت الفنانة آيا ناكامورا، التي قدمت عرضاً مميزاً في حفل الافتتاح برفقة الحرس الجمهوري، ارتفاعاً غير مسبوق في أرقام الاستماع. حصلت أغنيتها "Pookie" على شهادة ثلاثة أضعاف الماس للتصدير (ما يعادل 150 مليون استماع)، بينما وصلت "Djadja" إلى 850 مليون استماع (17 مرة الماس للتصدير)، وفقاً لشركة Warner المنتجة لأعمالها.

من جانبه، يرى أسطورة الديسكو Cerrone، الذي تم استخدام نسخته الأوركسترالية من أغنيته الشهيرة "Supernature" (1977) كخلفية موسيقية لأحد اللوحات الرئيسية في حفل الافتتاح قرب برج إيفل، أن المشاركة منحته "نوعاً من الاعتراف". ويقر المؤلف الموسيقي بأنه أصبح الآن أكثر "انتقائية" في اختيار الحفلات التي يقدمها.

حتى جوائز الموسيقى الوطنية في فرنسا (Victoires de la Musique) تأثرت بالجو الأولمبي، حيث فازت "حفلتا الافتتاح والختام" بجائزة أفضل حفل موسيقي للعام. وكان من بين المرشحين للجائزة العديد من الفنانين الذين شاركوا في العروض، مثل Zaho de Sagazan وSanta وYseult وPhilippe Katerine، الذي أصبح شخصيته الفنية "ديونيسوس" نجمة في الصين.

بالنسبة للفنانين الشباب، مثل مغنية الأوبرا Axelle Saint-Cirel، التي تخرجت حديثاً من المعهد الموسيقي وأدت النشيد الوطني "المارسيليز"، كان العام الماضي "عاماً جنونياً". تواجه الآن "إيقاعاً جديداً" من الطلبات والفرص المتنوعة، بما في ذلك العمل مع دور الأزياء الراقية. بعد نجاحها في مسابقة أكاديمية مهرجان سالزبورغ المرموقة بالنمسا، ستبدأ الموسم المقبل بتقديم عروض في أوبرا بوردو ومسرح الشانزليزيه.

لاعب البريك دانس والأكروبات Arthur Cadre، الذي جسّد شخصية المسافر بين النجوم في حفل الختام، يؤكد أيضاً: "لكل من شارك في هذا الحدث، كان هناك ما قبل وما بعد". ويضيف أن الناس يتحدثون معه عن أدائه "في أي بلد أذهب إليه، وفي أي محيط". ساعدته الألعاب الأولمبية في "العودة بقوة إلى فرنسا"، بعد أن كان معروفاً بشكل أكبر في الخارج. يستعد الآن للمشاركة في أسبوع الموضة بباريس وعرضه الخاص "حلم المصارع" في أغسطس.

وحتى أوركسترا الدرك الوطني التي شاركت في الحفلات شهدت ارتفاعاً في شعبيتها، حيث أصبح موسيقيوها ومغنوها مطلوبين بشدة بعد الألعاب.

ورغم هذا الزخم الكبير، يحافظ الفنانون على رباطة جأشهم. يؤكد Mario Duplantier من Gojira أن الفرقة، التي تأسست قبل 30 عاماً، لا "تنجرف" بالنجاح وتركز على مشاريعها المستقبلية، بما في ذلك ألبومها الثامن المقرر إصداره في عام 2026. فهم يدركون أن "لكي تعيش من الموسيقى، يجب أن تحافظ على تركيزك وتفكيرك الواضح" سواء شاركت في الأولمبياد أم لا.

ويؤكد التوجه العام أيضاً على تزايد الاهتمام بالموسيقى الفرنسية؛ فوفقاً لبيانات Spotify، استمع واحد من كل ستة مستخدمين للمنصة على مستوى العالم (أكثر من 100 مليون شخص) إلى مقطوعات باللغة الفرنسية منذ أغسطس 2023.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.