
في كلمات قليلة
قدمت مصممة الرقص الشهيرة بلانكا لي عرضها الجديد «L'Ombre» في باريس. العرض يمثل نقطة تحول بجمعه بين فن الرقص وتقنية الواقع المعزز على نطاق واسع.
قدمت مصممة الرقص المبتكرة والمتحمسة، بلانكا لي، والتي ترأس مركز «لا فيليت» الثقافي في باريس، أحدث أعمالها الفنية بعنوان «L'Ombre» (الظل) في معهد إيركام للأبحاث الموسيقية بباريس. تعتبر بلانكا لي هذا العرض هو الأول من نوعه في العالم بهذا البعد، حيث يجمع بين فن الرقص وتقنيات الواقع المعزز.
في مقابلة، تحدثت بلانكا لي عن حالة الإبداع التي تعيشها حالياً، والتي تثير حماسها الشديد. إن القدرة على ابتكار أشكال جديدة للسرد الفني، خاصة في مجال الرقص، وتخيل فن غير مسبوق بفضل التقنيات الحديثة، يطرح عليها أسئلة حول طبيعة الفن ومستقبل عالمنا. ترى أن محاولة فهم هذه التطورات التكنولوجية وتعلم كيفية استخدامها وإتقانها بشكل صحيح، وفهم وظائفها ومخاطرها وحدودها، أمر غني ومفيد.
عرض «L'Ombre» هو نتاج تعاون بين بلانكا لي والملحنة إديث كانا دي شيزي، التي تستخدم تقنيات الغمر الصوتي والبصري. العرض، المستوحى من قصة خرافية لهانس كريستيان أندرسن، يمزج بين الرقص، الفيديو، الموسيقى الإلكترونية، والغمر السمعي والبصري، مع استخدام الواقع المعزز. تعترف بلانكا لي بأنها لا تعرف حتى الآن النتيجة النهائية لهذا التلاحم بين العملين، لكنها تجد فكرة إنشاء أول عرض بهذا الحجم في التاريخ رائعة.
نادراً ما تنفصل بلانكا لي تماماً عن عملها، لكنها تنجح في ذلك أحياناً في الصيف في جزر البليار، حيث تزورها منذ سنوات. ورغم ذلك، لا يزال لديها 'الشعلة المقدسة' التي تدفعها للإبداع. العمل الفني يضعها في حالة من البهجة والفرح ويمنحها نوعاً من الأدرينالين الذي يغذي إلهامها. لا تستطيع التوقف عن الحلم وتخيل المشاريع: 'في جزيرة مهجورة، سأتمكن من إخراج عرض للأسماك...!' (تضحك.) دورها كرئيسة لـ«لا فيليت» يشعرها بالرضا أيضاً، حيث يقدم لها طريقة أخرى للإبداع، ويسمح لها بلقاء فنانين وابتكار مغامرات جديدة في هذا المتنزه الثقافي الرائع.
ماذا تحب أن يقال عنها؟ تحب بلانكا لي أن يحتفظ الناس عنها بذكرى جيدة.
حالة الإبداع التي أعيشها حالياً تثير حماسي الشديد.
الحديث عن نفسها في إطار الترويج ليس عبئاً بالنسبة لها. تعتبره تمريناً تتقنه منذ سنوات، وهو جزء من مهنة الفنان أن يشارك عمله بهذه الطريقة.
الموضوع الذي يثير غضبها؟ ليس موضوعاً بحد ذاته، بل الموقف السلبي للأشخاص الذين يقولون 'هذا لن يكون ممكناً' عند اقتراح فكرة جديدة.
الحلم لا يكلف شيئاً، والعالم الحقيقي سيلحق بنا قريباً بما فيه الكفاية.
لذلك يثير جنونها عندما يوقف شخص فكرة قبل حتى أن نحاول أي شيء.
ماذا تفكر عندما تنظر في المرآة صباحاً؟ غالباً ما تكون في عجلة من أمرها ولا يتوفر لديها الوقت للتفكير، ولكن عندما ترى انعكاسها، تدرك كم هي محظوظة لأنها اتبعت حلمها. منذ صغرها، أرادت أن تكون راقصة، وفي شبابها، كان عليها مواجهة التعليقات المثبطة من حولها التي كانت تكرر أن هذه المهنة صعبة وغير مقدرة. هي سعيدة لأنها صمدت ولم تترك نفسها تتأثر.
الإبداع يضعني في حالة من البهجة.
آخر مرة شعرت فيها بالفخر بنفسها؟ عندما انتهت من عرض «ديدون وإينياس»، الذي أخرجوه في أوبرا ديجون، ثم في «لا فيليت» العام الماضي. كان إخراجاً صعباً، فقد استغرقت وقتاً طويلاً لتحقيق النتيجة التي كانت تطمح إليها. في إحدى الأمسيات، جلست بين الجمهور، وأدركت أن هذا العرض يرضيها. لقد أحبته، ونجحت فيه. تقول إن هناك دائماً لحظة يجب فيها التصالح مع ما تفعله.
ماذا ستفعل بعد هذه المقابلة؟ ستتوجه إلى «لا فيليت» لوضع اللمسات الأخيرة على مشاريع مختلفة، خاصة مهرجان حول موليير مقرر أواخر يونيو.
عرض «L'Ombre» لبلانكا لي وإديث كانا دي شيزي مستمر حتى 13 يونيو في إيركام بباريس.