دار "غاليمار" تدافع عن رواية كمال داود "حوريات" في مواجهة اتهامات "الانتحال"

دار "غاليمار" تدافع عن رواية كمال داود "حوريات" في مواجهة اتهامات "الانتحال"

في كلمات قليلة

دافعت دار النشر Gallimard عن رواية "حوريات" للكاتب كمال داود في مواجهة اتهامات بسرقة قصة حياة سيدة جزائرية. بينما تؤكد سعادة عربان أن الكتاب مبني على مأساتها الشخصية، تصر "غاليمار" والكاتب على أنه عمل خيالي، ويصف داود الإجراءات القانونية ضده بأنها "ملاحقة قضائية".


أصدرت دار النشر الفرنسية العريقة "غاليمار" بياناً رسمياً دافعت فيه عن رواية "حوريات" (Houris) للكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، الفائز بجائزة غونكور لعام 2024، في خضم جدل أدبي وقانوني. تأتي هذه الخطوة بعد اتهامات وجهتها سيدة جزائرية تدعى سعادة عربان للكاتب بسرقة قصة حياتها المأساوية واستخدامها كأساس لروايته.

في بيانها، نددت "غاليمار" بـ"التوازيات القسرية أو غير الدقيقة" التي تُجرى علناً بين حبكة رواية "حوريات" وحياة سعادة عربان. وأوضحت الدار أن هذه المقارنات، سواء كانت تتعلق بتفاصيل الوشم، أو حي معين، أو شاطئ، أو مدرسة ثانوية في وهران، أو حتى قصة إجهاض، ما هي إلا "تشويه لقصة الكتاب ولن تستطيع تحويل 'حوريات' إلى سيرة ذاتية أو سيرة ذاتية روائية".

وأكدت "غاليمار" أن هذه الرواية هي "عمل خيال" مبني على "حبكة وشخصيات وأحداث مستعارة من تجربة كمال داود ووقائع تاريخية وجنائية معروفة". وأضافت الدار أن "مصادر الإلهام هذه، الخاصة بأي روائي، تعتبر حرة في فرنسا، وفقاً لسوابق قضائية عمرها أكثر من قرن، ولا تندرج ضمن نطاق الحياة الخاصة".

من جانبه، وصف كمال داود، الذي يواجه مذكرتي توقيف دوليتين صادرتين عن الجزائر وشكوى ودعوى قضائية في فرنسا، ما يحدث بأنه "شكل من أشكال الملاحقة القضائية". وقالت محاميته، الأستاذة جاكلين لافون، لوكالة فرانس برس يوم الثلاثاء، إنها ترى تشابهاً مع مصير الكاتب الجزائري الفرنسي الآخر بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر منذ نوفمبر الماضي.

كما نددت الأستاذة لافون بـ"الهجمات الإعلامية والقضائية التي تهدف، انطلاقاً من رواية منحازة وعرض غير دقيق للحقائق، إلى تشويه عمل الكاتب، ونزاهة المقربين منه، وسلامة عمله الأدبي".

وأكدت محامية كمال داود: "خلافاً لما تدعيه سعادة عربان، 'حوريات' هو عمل خيالي، يقوم على عمل من الخيال والإبداع الأدبي، ولكنه أيضاً يستند إلى تجميع شهادات وحقائق تاريخية مرتبطة بالحرب الأهلية الجزائرية التي كان كمال داود شاهداً عليها وتناولها بصفته صحفياً".

وأشارت المحامية إلى أن قصة سعادة عربان "نشرتها والدتها بنفسها، وكانت معروفة قبل نشر الرواية". وأضافت أن سعادة عربان، التي نجت من مجزرة خلال "العشرية السوداء" في الجزائر، "ليست للأسف الناجية الوحيدة المشوهة من الحرب الأهلية الجزائرية... ولا الوحيدة التي نجت من محاولة ذبح". كما نفت المحامية بشدة أن يكون "حوريات" ناتجاً عن "انتهاك للسر الطبي" للسيدة عربان.

وكانت سعادة عربان قد صرحت سابقاً بأنها ترغب في "الحصول على اعتراف بالضرر الحقيقي والخطير جداً" الذي لحق بها.

في سياق متصل، ألغى كمال داود مؤخراً رحلة كان من المقرر أن يقوم بها إلى إيطاليا نهاية الشهر للترويج لروايته، خوفاً من احتمال توقيفه وتسليمه إلى الجزائر.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.