"فلو": ملحمة قطة في عالم غمرته المياه. تحفة رسوم متحركة صامتة تتجاوز حدود الخيال.

"فلو": ملحمة قطة في عالم غمرته المياه. تحفة رسوم متحركة صامتة تتجاوز حدود الخيال.

في كلمات قليلة

مراجعة لفيلم الرسوم المتحركة "فلو" للمخرج جينتس زيلبالوديس، وهي ملحمة فريدة تدور حول قطة وحيوانات ناجية في عالم غمرته المياه بعد اختفاء البشر، وتتميز بغياب الحوارات.


فيلم «فلو. القطة التي لم تعد تخاف الماء» ليس مجرد عمل رسوم متحركة، بل هو تحفة فنية غامرة تقدم تجربة حسية غير مسبوقة. هذا العمل المدهش من إخراج المخرج اللاتفي الشاب جينتس زيلبالوديس، يمثل نوعاً جديداً من الأفلام المتحركة التي تعتمد على الحركة والرمزية.

تبدأ القصة باستيقاظ قط ذي شخصية قوية في عالم اجتاحته المياه بالكامل، حيث يبدو أن الوجود البشري قد اختفى تماماً عن سطح الكوكب. هرباً من الغرق في المنزل الذي كان يأويه، يجد هذا القط ملجأً على متن سفينة متهالكة يسكنها قارض مسالم.

تتحول السفينة تدريجياً إلى ما يشبه «سفينة نوح» الحديثة، حيث ينضم إليها حيوانات أخرى ناجية: كلب لابرادور، وليمور، وطائر أبيض خوض. إن «فلو» هي حكاية خيالية آسرة ذات سلاسة مذهلة في السرد، يمكن اعتبارها رمزاً لعالم ما بعد الكارثة.

من أبرز سمات الفيلم هو غياب البشر والحوارات تماماً. يؤكد المخرج جينتس زيلبالوديس أنه لم يفكر قط في إدخال شخصيات بشرية، لأنه كان يعلم أن الفيلم سيكون خالياً من أي حوار. تتصرف الحيوانات فيه بشكل طبيعي وغريزي.

يصف زيلبالوديس منهجه بأنه «مضاد لديزني»، مشدداً على احترامه لذكاء المشاهد، بمن فيهم الأطفال. ويقول: «أنا لا أقدم لهم القصة جاهزة. «فلو» لا يجيب على جميع الأسئلة. يجب عليهم تخيل القصة وإعادة تملكها. أنا لا أشرح كيف وصل العالم إلى هذا المصير…»

كما أن هذه «الملحمة القِطّية» تشكلت بناءً على الموسيقى التي ألفها المخرج بنفسه. ويعترف زيلبالوديس: «كانت عاطفة الموسيقى هي مرشدي. في بعض الأحيان، قادتني مقطوعتي الموسيقية إلى تغيير اتجاه بعض المشاهد». إن هذا المزيج من الخيارات الإبداعية يضع «فلو» في مصاف الأفلام المتحركة الفريدة، ويجعله جوهرة شعرية تستحق الاكتشاف.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.