فوضى إبداعية: مركز بومبيدو يودّع جمهوره بمعرض ضخم لفولفغانغ تيلمانز قبل إغلاقه الكبير

فوضى إبداعية: مركز بومبيدو يودّع جمهوره بمعرض ضخم لفولفغانغ تيلمانز قبل إغلاقه الكبير

في كلمات قليلة

يستضيف مركز بومبيدو في باريس معرضه الأخير قبل إغلاقه لمدة خمس سنوات، وهو معرض استعادي لأعمال المصور الألماني فولفغانغ تيلمانز. يقدم المعرض تجربة غامرة توصف بأنها "فوضى إبداعية"، حيث تتحول مساحات المركز إلى متاهة من الصور والذكريات التي تمثل حياة الفنان.


يستعد مركز بومبيدو، أحد أبرز المعالم الثقافية في باريس، لفترة إغلاق تمتد لخمس سنوات لإجراء أعمال ترميم شاملة. وقبل أن توصد أبوابه مؤقتاً، يقدم المركز لجمهوره معرضاً وداعياً ضخماً تحت عنوان "فولفغانغ تيلمانز: لا شيء أعدنا لذلك – كل شيء أعدنا لذلك"، والذي يُعد بمثابة أغنية بجع أخيرة لهذا الصرح الفني العريق.

يقدم المعرض، الذي يحتل مساحات واسعة بما في ذلك مكتبة المركز التي تم إفراغها جزئياً من كتبها، رحلة بصرية فريدة من خلال أعمال المصور الألماني الشهير فولفغانغ تيلمانز. يُعرف تيلمانز بأسلوبه الذي يكسر القواعد التقليدية للعرض، حيث تتحول المساحة بأكملها إلى جزء من العمل الفني. فالصور معلقة في كل مكان، حتى على أبواب مخارج الطوارئ، مما يخلق متاهة بصرية غامرة لا جدران لها، بل صور وذكريات.

يصف النقاد التجربة بأنها أكثر من مجرد معرض فني، بل هي تشريح لحياة فنان، وتشتيت لذكرياته أمام أعين الجمهور. ينجح تيلمانز في تحويل المساحة إلى تمثيل ثلاثي الأبعاد لذاكرة المكان المفقودة، حيث يختلط العادي بالتحفة الفنية، وتتحول الفواتير وقصاصات الصحف إلى جانب الصور الفوتوغرافية إلى قطع أثرية تحكي قصة حياة كاملة مكرسة لفن التقاط الصور.

يمثل هذا المعرض فرصة أخيرة للجمهور لزيارة مركز بومبيدو بشكله الحالي وتجربة عمل فني استثنائي يجسد روح المكان قبل أن يبدأ رحلة تجديده الطويلة. إنه حدث فني بارز ولحظة محورية في تاريخ المركز، تجمع بين الحنين إلى الماضي والترقب لعودته المستقبلية.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.