في كلمات قليلة
قدمت دار غوتشي مجموعتها كروز في فلورنسا، مسقط رأسها، في عرض أقيم داخل قصر سيتيماني الذي يضم أرشيفات الدار. المجموعة هي احتفاء بتاريخ المدينة وعلامة تجارية، حيث أعادت تفسير قطع أرشيفية بأسلوب عصري يجمع بين الفخامة والتمرد. أبرز ما في العرض كان إطلاق حقيبة "غوتشي جيليو" الجديدة، التي تحمل اسم زهرة الزنبق، رمز فلورنسا.
أعلنت دار الأزياء الإيطالية الفاخرة "غوتشي" (Gucci) عن حبها الأبدي لمدينة فلورنسا، مسقط رأسها، من خلال تقديم مجموعتها الجديدة "كروز" (Cruise) في قلب المدينة التاريخي. لم يكن هذا العرض مجرد استعراض للأزياء، بل كان قصيدة بصرية لتاريخ المدينة العريق، مهد عصر النهضة، وتاريخ الدار الممتد منذ تأسيسها عام 1921.
اختار المصممون قصر سيتيماني (Palazzo Settimanni) كموقع للعرض، وهو مكان رمزي للغاية يحتضن أرشيفات الدار الثمينة. وقد شكل هذا القصر خيطاً رابطاً بين الماضي والحاضر، مؤكداً على عودة "غوتشي" إلى جذورها قبل الشروع في فصل إبداعي جديد.
الأناقة والجرأة في مزيج إيطالي أصيل
تعكس مجموعة كروز هذا السفر الأنيق عبر تاريخ "غوتشي"، حيث استُلهمت القطع من أرشيفات تعود لعقود مضت، وتمت إعادة تفسيرها بلمسة عصرية فائقة الحداثة، مع التركيز على حرفية "صُنع في إيطاليا" (Made in Italy) الراقية. وتجلت في المجموعة توقيع "غوتشي" المميز في فن التناقضات الجريئة، إذ مزجت بين الفخامة والبساطة، والأناقة المطلقة والتمرد المحبب.
شهد العرض إطلالات توحي بـ "البرجوازية المتمردة"، حيث تألقت العارضات بسترات تحمل شعار "GG" الشهير ومُزينة بالفرو الصناعي، وارتدينها مع قمصان خضراء بياقة لافاليير وتنورات ميدي مشقوقة. كما ظهرت سترات بأكتاف ضخمة مع سراويل ضيقة (ليغينغز) لامعة. واعتمدت المجموعة على الأقمشة الفاخرة مثل البروكار، والجاكار، والحرير، والمخمل، التي عُرضت بكل بهائها. وتداخلت طبقات الدانتيل، وتزينت بأحجار الراين والتطريزات الراقية.
تجسد الإطلالات الأسلوب الإيطالي المعروف بـ "سبريزاتورا" (Sprezzatura)، وهو فن الأناقة العفوية والكمال الناقص. أما إطلالات السهرة، فكانت فائقة التطور وتستحضر أجواء الأفلام السينمائية الكلاسيكية.
إكسسوارات مرغوبة وتكريم لزهرة فلورنسا
لتعزيز السحر الإيطالي، ارتدت عارضات "غوتشي" نظارات شمسية كبيرة الحجم (XXL)، وأقراطاً ملونة متلألئة، وأحزمة بأبازيم ذهبية تحمل حرف "G" الجرافيكي، وأحذية بكعب عالٍ. واحتفلت الدار بالمنتجات الجلدية، التي كانت نقطة انطلاقها، من خلال مجموعة من الإكسسوارات المرغوبة والمستوحاة من الأرشيف.
وكان أبرزها حقيبة "غوتشي جيليو" (Gucci Giglio) الجديدة، التي أُطلقت مباشرة بعد العرض، وهي تكريم لمدينة فلورنسا ولزهرة "الجيليو" (Giglio) — أي زهرة الزنبق، الشعار الأيقوني للمدينة منذ العصور الوسطى.
حضر هذا الحدث الباهر عدد من النجوم العالميين، مما أضاف بريقاً خاصاً للعرض. وتميز العرض أيضاً بمسرحه الفريد، حيث واصلت العارضات سيرهّن خارج القصر إلى الشارع، في إشارة رمزية إلى أن قصة "غوتشي" تستمر وتُروى في الحاضر.
