
في كلمات قليلة
يكشف الممثل الفرنسي غيوم غاليين عن كتابه الجديد الذي يستكشف جذوره الجورجية، مؤكداً أن الأحداث السياسية في المنطقة دفعته لتغيير مسار بحثه من المتاحف الروسية إلى جورجيا. ويشدد غاليين على أهمية التراث في تشكيل الهوية ورفضه لفكرة القدر المحتوم.
في حوار صحفي، كشف الممثل الفرنسي الشهير غيوم غاليين عن تفاصيل عمله الأدبي الجديد "شارب الضباب" (Le Buveur de brume)، الذي يمثل عودة إلى تاريخ عائلته الممتد حتى جدته الكبرى، الأميرة الجورجية ميليتا تشولوكاشفيلي، المعروفة باسم "بابو"، والتي كانت شخصية بارزة في الأوساط الأدبية الجورجية. يتناول الكتاب مواضيع الغضب والفن والمنفى والتراث العائلي.
أوضح غاليين أن خطته الأصلية كانت قضاء ليلة في معرض تريتياكوف في موسكو أو المتحف الروسي في سانت بطرسبرغ للحديث عن الرسامين المتجولين، لكن "غزو بوتين لأوكرانيا جعل هذا الأمر مستحيلاً".
تحول المشروع نحو جورجيا بعد تكريم غاليين من قبل الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي في عام 2022. قال غاليين في خطابه إن التكريم يفرض عليه التزاماً، فردت الرئيسة: "هذا هو الهدف". هذا الالتزام دفعه لاختيار متحف في جورجيا حيث توجد لوحة لجدته الكبرى.
وصف غاليين الأميرة بابو، التي عرفها حتى سن الرابعة عشرة، بأنها "أميرة بكل معنى الكلمة" وامرأة استثنائية تتمتع بسلطة لا تصدق وروح دعابة عظيمة. وعندما سألها عن الآداب، أجابت: "الأمر ليس صعباً على الإطلاق، يكفي أن يكون لديك قلب طيب. يكفي أن تخرج من ذاتك وتهتم بالآخر، وستأتي الآداب بشكل طبيعي".
تحول حواره الفني المخطط له إلى استكشاف عميق لجذوره. أدى نقل لوحة "بابو" إلى متحف آخر إلى دفع غاليين للتفكير في الغضب، وفيما نرثه وما نختار ألا نرثه. ويؤكد الممثل: "أحب فكرة أننا لسنا مسيّرين بالكامل".
الكتاب، المهدى لابنه "تادو"، هو قصة انتقال تبدأ من جده الأكبر الأمير تادو. ويرى غاليين أن العمل هو وسيلة للوفاء بـ "واجب الذاكرة" و"التوقف عن حمل الملفات نفسها على الظهر باستمرار".
بالنسبة لغاليين، يكتسب جزءه الجورجي اليوم أهمية سياسية بالغة: "إنه يضعني سياسياً في العالم، اليوم أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي يستعمر فيه بوتين جورجيا بالاعتماد على حكومة فاسدة. ومن المؤكد أنه سيفعل الشيء نفسه مع أوكرانيا عند إبرام سلام متفاوض عليه، مستخدماً مظهراً من الديمقراطية لضم البلاد". ويشدد غاليين على أن هذا الجزء من التراث يجعله مسؤولاً.
من بين مجموعة غاليين الخاصة من الكتب المفضلة: "البحث عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست، و"مولن الكبير" لألان فورنييه، و"آنا كارنينا" لليو تولستوي، وكتاب "الحق في إزعاج الرب" لريشار مالكا.