
في كلمات قليلة
في منطقة أواز بفرنسا، نجحت عائلة في إعادة إحياء إنتاج جبن تقليدي فريد يُعرف باسم "توم دو فواين". يتميز هذا الجبن، الذي تعود وصفته لـ 200 عام، بعملية إنضاجه في القش، مما يكسبه نكهة ورائحة مميزة.
في قلب منطقة بيي دو بريه التاريخية بمقاطعة أواز الساحرة شمال فرنسا، تتجلى قصة إحياء تقليد غذائي فريد. هنا، أعيدت للحياة وصفة عريقة لصناعة جبن فرنسي مميز يُعرف باسم "توم دو فواين" (Tomme au foin)، وهي وصفة يعود تاريخها لأكثر من قرنين من الزمان.
كانت وصفة هذا الجبن التقليدي من منطقة بيكاردي، الذي يُترك لينضج في القش الجاف، قد تلاشت تقريباً مع مرور الوقت. لكن في عام 1993، نجحت عائلة محلية في العثور على هذه الوصفة المنسية وإعادة اكتشاف أسرارها. ومنذ ذلك الحين، يواصلون العمل بشغف للحفاظ على هذا التقليد ونقله للأجيال القادمة.
يُعد جان-ماري بودوان أحد أهم الشخصيات في قصة إحياء هذا الجبن. قبل ثلاثين عاماً، كان يعمل كمحلل مبرمج في باريس، لكنه كان يحلم بالعودة إلى مسقط رأسه. تحقق حلمه عندما عثر على وصفة جبن "توم دو فواين" القديمة وقرر أن يصبح صانع جبن على خطى الأجداد.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا القش بالذات؟ يشرح جان-ماري بودوان أن الأقدمين كانت لديهم أسباب وجيهة لاستخدام القش. يقول: "القش، في الأساس، هو عازل طبيعي ممتاز. إنه يساعد الجبن على الجفاف ببطء ويعزله عن البيئة الخارجية، والأهم من ذلك، أنه يمنحه رائحة مميزة ونكهة فريدة من القش المجفف". لقد أمضى جان-ماري سنوات في إتقان هذه الوصفة القديمة لضمان أفضل جودة وطعم.
اليوم، يقصد الزبائن الأوفياء مصنع الجبن الخاص به في أورسيمون للاستمتاع بهذا الجبن المحلي المصنوع من الحليب الخام. بفضل جهود عائلة بودوان وغيرهم من المخلصين لهذا التقليد، لم تقتصر قصة هذا الجبن الفرنسي المدهش على البقاء فحسب، بل ازدهرت، لتقدم لعشاق الطعام مذاقاً يعود إلى قرون مضت.