
في كلمات قليلة
يركز المسلسل الوثائقي «جرائم واضحة» على قناة RMC Découverte على دوافع الجناة في القضايا التي يتم حلها بسرعة. البرنامج هو نتاج «دعوا المتهم يدخل» ويتضمن تحليلاً نفسياً متخصصاً.
يستمر عرض المجموعة الوثائقية «جرائم واضحة» (Crimes flagrants) بنجاح على قناة RMC Découverte الفرنسية، وهو برنامج مشتق من السلسلة الشهيرة «دعوا المتهم يدخل» (Faites entrer l’accusé).
البرنامج، الذي يقدمه كريستوف ديلي ودومينيك ريزيه، أكمل عامه الأول ويحظى باهتمام متزايد. فقد جذبت حلقاته الثلاث الأولى العام الماضي ما متوسطه 539 ألف مشاهد، مما وضع قناة RMC Découverte في المرتبة الثانية بين قنوات شبكة TNT في شريحتها الزمنية.
حرص القائمون على البرنامج الجديد، بالشراكة مع شركة الإنتاج Newen، على الحفاظ على السمات المميزة لـ«دعوا المتهم يدخل»، مثل الموسيقى ونبرة التقديم. لكن المحتوى التحريري يختلف؛ فبدلاً من تسليط الضوء على التحقيقات الطويلة والمعقدة، يركز «جرائم واضحة» على القضايا الجنائية التي تم فيها تحديد الجاني بسرعة.
الهدف هنا ليس رواية تفاصيل التحقيق، بل استكشاف دوافع الجاني، وضعه العائلي، وسوابقه. توضح إيزابيل كليرك، رئيسة تحرير برنامج «دعوا المتهم يدخل» والتي تشارك في المشروع الجديد: «عدم الاضطرار لوصف التحقيق يتيح لنا كسب الوقت لاستكشاف شخصية الجاني ودوافع الجريمة بشكل أعمق. الغموض لم يعد حول ’من قتل؟‘، بل حول أسئلة مثل: هل كان القاتل وحيداً؟ هل كان الفعل مدبراً؟ هل يمكن محاكمة المجرم؟ ولماذا ارتكبت هذه الجرائم؟ نحن نقدم رؤية على المجرمين بناءً على موضوعات».
يعترف دومينيك ريزيه بأنه شعر بالشك في البداية تجاه هذا التنسيق الجديد، لكنه وجد في النهاية أن بعض حلقات «جرائم واضحة» قد تكون أكثر إثارة للقشعريرة من «دعوا المتهم يدخل». يعرض البرنامج قضيتين في كل حلقة بناءً على موضوع واحد. على سبيل المثال، تناولت إحدى الحلقات موضوع القتل بالوكالة، حيث يقوم الآباء بقتل أبنائهم لإيذاء شريكاتهم السابقات. تستعرض الحلقة قضايا مأساوية مثل قضية فينسنت بيرسون الذي ذبح ابنه البالغ من العمر 3 سنوات للانتقام من زوجته، وقصة مارتن ماير الذي قتل ابنته البالغة من العمر 8 سنوات لمعاقبة زوجته بعد انفصالها عنه. يصف ريزيه هذه الأفعال بأنها «جبن مطلق، شر نهائي».
إحدى الخصائص المميزة لـ«جرائم واضحة» هي التحليل النفسي الذي يقدمه الخبير الطبيب النفسي دانيال زاغوري في نهاية كل قضية. يقول دومينيك ريزيه: «إنه يفكك الآلية النفسية للقتلة بطريقة تقنية للغاية. نظراً لأنه قام بتقييم العديد من المجرمين، فإن هذا يجعله شخصاً هادئاً لا يصدر أحكاماً في أقواله، وهذا أمر مهم جداً».
رغم اختلاف المقاربة، فإن إنتاج البرنامج يحظى بنفس الاحترافية العالية لبرنامج «دعوا المتهم يدخل»؛ بدءاً من كتابة الملخص، ثم البحث عن المشاركين، وتصوير المواقع لمدة ثلاثة أسابيع، ولقاء ثلاثة أو أربعة شهود، وأخيراً المونتاج الذي يقوم به «سحرة حقيقيون». كما يتم العمل حصرياً على القضايا التي صدرت فيها أحكام قضائية. يذكر ريزيه أنه رغم وجود عدد أقل من المقابلات المسجلة في الاستوديو، فإن التحضير لها لا يزال «قاسياً وأكثر كثافة بكثير».