في كلمات قليلة
يكشف خبير تصفيف شعر النجمات العالمي جون نوليه عن أسرار مسيرته الممتدة لثلاثة عقود في مهرجان كان السينمائي. في حوار حصري، يتحدث عن العمل مع أيقونات مثل مونيكا بيلوتشي وجولييت بينوش، وكيفية ابتكار إطلالات لا تُنسى على السجادة الحمراء.
على مدار ثلاثين عاماً، كان مصفف الشعر جون نوليه هو الساحر الخفي الذي يقف وراء إطلالات الشعر الأكثر أيقونية على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي. من خلال لمساته الفنية، حوّل إطلالات كبار النجمات إلى لحظات خالدة في تاريخ المهرجان، حيث يروي قصصاً من الإبداع والشغف من كواليس الكروازيت.
هل تتذكرون تسريحة شعر جولييت بينوش المضيئة تحت حجابها الأبيض الناصع في حفل الافتتاح؟ كانت من إبداعه. أو إطلالة ميلين فارمر المبللة والجريئة على المسرح؟ هو أيضاً. والمربع الكلاسيكي لإيزابيل أوبير، أو تموجات شعر ديان كروغر المستوحاة من هوليوود القديمة... كلها تحمل بصمة نوليه، الذي وضع موهبته في خدمة نجمات مثل مونيكا بيلوتشي، نيكول كيدمان، فانيسا بارادي، وماريون كوتيار.
يقول نوليه: "لا أدرك على الإطلاق كل هذا الوقت الذي مر. بالنسبة لي، الأمر دائماً كما لو كانت المرة الأولى". ويضيف أن التحدي يزداد مع مرور الوقت، خاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي ترصد كل التفاصيل. "في بداياتي، لم تكن هناك سوى وسائل الإعلام التقليدية. اليوم، كل شيء تحت المجهر: الأظافر، الفستان، المكياج، وتصفيفة الشعر. هذا لا يزعجني، بل يحفزنا كصناع للحلم على تقديم أفضل ما لدينا".
ما يميز مهرجان كان بالنسبة لنوليه هو التغطية الإعلامية بزاوية 360 درجة، التي تتيح له إبراز تفاصيل دقيقة في تسريحات الشعر قد لا تظهر من الأمام. "هذا يسمح لي بخلق تفاصيل مخفية تقريباً من الأمام، لكنها تتكشف من الخلف، مثل بنية شينيون معين أو شكل غير ظاهر. هذا العرض البصري الكامل هو ما يتيحه جهاز كان الفريد".
يستمد نوليه إلهامه من "روح العصر"، مؤكداً أن مهنته تتطلب الانفتاح على التغيير المستمر. الإلهام ينبع أيضاً من عملية بناء متكاملة تشمل شخصية المرأة، فستانها، ومكياجها. ويشرح قائلاً: "عملي ليس إبراز تسريحة شعر، بل الكشف عن شخصية من ترتديها".
عند الحديث عن إطلالة جولييت بينوش كرئيسة للجنة التحكيم، يوضح: "كان فستانها قوياً وحجابها استثنائياً. أردت أن تتوارى تصفيفة الشعر أمام قوة الإطلالة، لكن دون أن تختفي. كان الحجاب غير متماثل، فاستجبت لهذه اللا-تماثلية بحركات شعر متوازنة ولعب على اللمعان، مع الحفاظ على بساطة قصوى".
وعن إطلالة ميلين فارمر الجريئة، يقول: "عندما وافقت على الغناء في الافتتاح، اتصلت بي. اقترحت عليها فوراً هذه الإطلالة المبللة. كنت أعلم أنها ستقدم تكريماً، وأردت تأثيراً سينمائياً: لامعاً للغاية، منحوتاً، ومنعشاً".
على الرغم من جدول أعماله المزدحم الذي يبدأ في الصباح الباكر وينتهي في وقت متأخر من الليل، وحقيبته التي تزن حوالي 40 كيلوغراماً وتحتوي على كل ما قد يحتاجه، يظل شغف نوليه متقداً. أحد أفضل ذكرياته كانت تسريحة شعر مونيكا بيلوتشي في فيلم "Irreversible"، التي كانت لحظة فارقة في مسيرته. ورغم كل النجاحات، يؤمن نوليه بمقولته: "لا شيء مضمون على الإطلاق، لا في كان ولا في الحياة"، مفضلاً التركيز دائماً على التحدي التالي.
