ليا دروكر في دور وزير الخارجية العاصف في مسلسل "سو كونترول" الساخر على قناة Arte

تُعرض قناة Arte المسلسل الساخر "Sous contrôle" (تحت السيطرة)، حيث تجسد الممثلة ليا دروكر شخصية غير تقليدية لوزيرة خارجية فرنسا. تُقدم دروكر أداءً مميزًا في دور عاملة إنسانية تجد نفسها فجأة على رأس الهرم الدبلوماسي.

مسلسل "سو كونترول"، الذي حاز على جائزة في مهرجان Séries Mania عام 2023، يقدم نظرة جديدة وفكاهية غالبًا على عالم السياسة الكبرى. تلعب ليا دروكر دور طبيبة وعاملة إنسانية تُدفَع فجأة لتصبح وزيرة الخارجية. تبدأ اختباراتها فور توليها المنصب، مع أزمة احتجاز رهائن في منطقة الساحل.

إن تعاطفها واندفاعها، اللذين كانا يخدمانها جيدًا في الميدان، يؤديان إلى مواقف محرجة وغير متوقعة على الساحة الدبلوماسية. تتجاهل ماري (شخصية ليا دروكر) البروتوكولات، وتقضي وقتها في التحدث عبر الهاتف مع ابنة أحد الأسرى البالغة من العمر 8 سنوات، وتُكثر من اجتماعات الأزمات في غرف التخزين بالمؤسسات، وتصاب بالإكزيما كلما اضطرت للكذب. إنها عكس تمامًا الرئيس الهادئ والمنطقي الذي يؤديه لوران ستوكر.

يُصوّر الرئيس في المسلسل كمؤيد لمفهوم "دولة الشركات الناشئة"، ويقيّم كفاءة وزرائه عبر تطبيق إلكتروني، ويرتدي قميصًا بدون ربطة عنق ليبدو "أقرب إلى اليسار".

من تأليف شارلي ديلوارت، يعج مسلسل "سو كونترول" بالإشارات إلى الأحداث والشخصيات السياسية الحديثة، ويتميز بنسق بريطاني ساخر لاذع ومضحك للغاية. يعترف ديلوارت بتأثره بالأعمال الساخرة البريطانية الكلاسيكية مثل "The Thick of It" ويحول الساحة السياسية إلى كوميديا مكتبية.

لا يهدف المسلسل إلى مجرد انتقاد السلطة أو السخرية منها، بل إلى إظهار البشر خلف المناصب، منطقهم، ونقاط ضعفهم. "كيف يمكن التصرف بفعالية رغم التنازلات الحتمية؟" يتساءل ديلوارت، مستكشفًا استحالة هذه المهنة.

حتى معسكر الخاطفين يُظهر جانبًا كافكويًا: يطلب الإرهابيون من أسراهم تقييم ظروف الاحتجاز على غرار "إير بي إن بي"، ولا يستطيعون الاتصال بالسفارة الفرنسية لأن خطها مشغول باستمرار.

على الرغم من أن بعض التفاصيل قد تبدو سوريالية، إلا أن شارلي ديلوارت استوحى قدر الإمكان من أحداث حقيقية. "أحيانًا يكون الواقع أغرب من الخيال"، يشير، مستشهدًا بشهادات أسرى سابقين. هذا التناقض الدائم بين العادي والدرامي هو ما يجعل أداء ليا دروكر متألقًا ومفعمًا بالحياة.