ماري أنييس غيو: «حتى لو وُصِفت بـ"ذوي الاحتياجات الخاصة" وجئت من الأرياف، يمكنك أن تصبح نجمة باليه»

ماري أنييس غيو: «حتى لو وُصِفت بـ"ذوي الاحتياجات الخاصة" وجئت من الأرياف، يمكنك أن تصبح نجمة باليه»

في كلمات قليلة

نجمة باليه أوبرا باريس السابقة ماري أنييس غيو تجري مقابلة تتحدث فيها عن مسيرتها المهنية وتجاوزها للتحديات، بما في ذلك معركتها مع الجنف، وأهمية التدريس. تقدم رسالة ملهمة عن الإيمان بالنفس وإمكانية تحقيق الأحلام رغم الصعاب.


شاركت الراقصة ومصممة الرقصات الفرنسية الشهيرة، ماري أنييس غيو، نجمة باليه سابقة في أوبرا باريس، أفكارها حول الفن والموسيقى وتجاوز التحديات قبيل مشاركتها كضيفة شرف في مهرجان «الأخوات التوأم» (Festival Sœurs Jumelles).

تم تعيينها نجمة باليه عام 2004 واعتزلت من الأوبرا عام 2018، لكن غيو البالغة من العمر 49 عامًا لم تتوقف عن الرقص. تستمر في التعاون في مشاريع مختلفة وتُدرس في مدرستها في نورماندي، وتنقل خبرتها للجيل الشاب. تُعتبر حتى اليوم واحدة من الأصوات الهامة في فنها.

اختيرت ماري أنييس غيو، التي أسست جولي غاييه مهرجان «الأخوات التوأم» قبل خمس سنوات ويركز على العلاقة بين الموسيقى والصورة في مختلف الوسائل الإعلامية، كواحدة من الضيوف الرئيسيين في دورة عام 2025. سيستضيف المهرجان أسماء لامعة مثل آلان سوشون وعازفتا البيانو كاتيا ومارييل لابيك ونيك كيف وإيزابيل كاريه. في 26 يونيو، ستقدم غيو للحضور فرصة فريدة لمناقشة الانسجام بين الموسيقى والصورة والحركة.

في مقابلة، صرحت الراقصة بأن «الحركة» بالنسبة لها مرادفة للحرية. لا تشعر بأنها حية إلا عندما ترقص، حيث تتجرد من كل شيء. الموسيقى هي مصدر إلهامها الدائم، سواء كانت الموسيقى الكلاسيكية التي تدخل إلى ذهنها بطريقة «دماغية» للغاية، أو الموسيقى المعاصرة التي تؤثر فيها بشكل «غريزي» أكثر. تؤكد غيو أن الأذن الموسيقية والقدرة على «عد» الموسيقى هي مهارات أساسية لأي راقص. لا يمكنها سماع صوت دون أن تبدأ في العد، وهذا يثير استياء ابنها بشدة.

تحدثت ماري أنييس غيو بصراحة عن معركتها مع الجنف (اعوجاج العمود الفقري). من سن 12 إلى 17 عامًا، كانت ترتدي مشدًا لمدة 21 ساعة يوميًا، وتخلعه فقط للرقص. رفضت دائمًا أن تسمح للمرض بأن يحدد حياتها أو يمنعها من فعل ما وُلدت من أجله. على الرغم من أن المرض يتطور ولديها الآن حدبة صغيرة في ظهرها، إلا أن معرفتها الدقيقة بجسدها تسمح لها بتعديل حركاتها على المسرح. علقت قائلة: «في سن الخمسين، لا ترقص كما في العشرين!».

تؤمن غيو إيمانًا راسخًا بذاكرة الجسد. تقول إنه بمجرد سماعها موسيقى رقصت عليها من قبل، تعود إليها الرقصة فورًا، حتى بعد عشرين عامًا. تعتقد أيضًا أن الراقص يطور غريزة جسدية خاصة، حيث يستعد الجسد لتحمل الألم. روت حادثة سيارة في صغرها حيث انكمش جسدها على نفسه حتى قبل أن تنقلب السيارة، مشيرة إلى أن الجسد استشعر الخطر قبلها.

في مجال التدريس، تجمع ماري أنييس غيو بين الانضباط اللازم لهذه الممارسة والليونة والفكاهة. مقتنعة بأن إضحاك الطفل يحقق نتائج أفضل من إخافته. تحب التشريح وتساعد الطلاب البالغين في دروسها على الأرض على تحسين راحتهم ومرونتهم، وتحقق «معجزات صغيرة» معهم.

مسألة القوالب النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي في الرقص لا تزال قائمة. تلاحظ غيو أن الأولاد غالبًا ما يتركون الدروس في سن 8-9 سنوات بسبب التعليقات السلبية، رغم أن الرقص يفيدهم حتى في رياضات أخرى، مثل تسلق الصخور لابنها.

من مشاريع غيو المستقبلية، الاستمرار في الأداء في إنتاج أوليفييه دوبوا For Gods Only، والمشاركة في عرض جديد لمصمم الرقصات ماتيو غيومون مستوحى من عمل آرثر شنيتزلر «الآنسة إلسا» على موسيقى عازفة البيانو إيز بيلا كون. سيُعرض لأول مرة في أوبرا أفينيون. كما تعتزم تطوير عرض ابتكرته مع شريكيها البريطانيين جيمس بيت وترافيس كلاوسن-نايت لعرضه في إيطاليا ولندن.

ترى غيو في المشاركة في المحادثات الفنية في المهرجانات فرصة لإلهام الجيل الجديد. ترغب في أن تُظهر للشباب أن كل شيء ممكن رغم العوائق. اختتمت قائلة: «أنا دليل حي على أنه يجب أن تؤمن بنفسك وبحلمك: حتى عندما توصف بـ"ذوي الاحتياجات الخاصة" وتأتي من الأرياف، يمكنك أن تصبح نجمة باليه».

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.