
في كلمات قليلة
تتحدث الممثلة الفرنسية الشهيرة مارينا هاندز عن رحلتها الفنية، من طفولتها التي اتسمت بالخجل والانطواء إلى أن أصبحت إحدى نجمات مسرح الكوميدي فرانسيز المرموق. تستعرض هاندز شغفها بالتمثيل، أهمية المسرح في حياتها، وكيف ساهمت حركة #MeToo في تحرير تعبيرها الفني.
تعد الممثلة الفرنسية مارينا هاندز إحدى أبرز نجمات المسرح في عصرنا، خاصة منذ عودتها إلى مسرح الكوميدي فرانسيز المرموق قبل خمس سنوات. هناك، كرست نفسها لعملها بشغف وحماس لا يعرف الكلل، وهو ما توّج بحصولها على جائزة موليير المرموقة لأفضل ممثلة.
في حوار صريح، كشفت هاندز عن جانب شخصي صادق، معترفة بأنها كانت في طفولتها شديدة الخجل والانطواء وكانت تشعر بعدم الارتياح تجاه نفسها. هذا الاعتراف يسلط الضوء على رحلتها المدهشة من الطفولة الانطوائية إلى النجومية المسرحية.
بعد عودتها إلى الكوميدي فرانسيز في عام 2020، تم اختيار مارينا هاندز كعضو دائم في الفرقة. منذ ذلك الحين، تزايد بريقها الفني. لعبت أدواراً لا تُنسى في أعمال مثل "ضد"، و"الصمت" (حيث قدمت أداءً قوياً بدون حوار)، والأوديسة الكونية "حذاء الساتان" لكارول، و"النورس" لتشيخوف. أداؤها لشخصية دونا بروهيز في "حذاء الساتان" أشاد به النقاد ومنحها جائزة موليير لأفضل ممثلة في مسرح عام.
تأتي مارينا هاندز من عائلة فنية عريقة، فوالدتها هي الممثلة لودميلا ميكائيل ووالدها هو المخرج البريطاني تيري هاندز. تشير هاندز إلى أن جدها كان من أصل روسي، وهو ما قد يفسر بعض الملامح المميزة في وجهها.
بالنسبة لمارينا هاندز، المسرح ليس مجرد مهنة، بل هو "تَنَفُّسها" و"ملاذها". تقول: "أنا سعيدة جداً. لا أتوقف عن العمل. هذا الإيقاع المكثف هو توازني. المسرح يمنحني فرصة العمل باستمرار. إنها مهنة متقلبة جداً". تعتبر الكوميدي فرانسيز بيتها ومكان خلوتها للتفكير والإبداع، مثل المرسم بالنسبة للرسام.
حصولها على جائزة موليير كان بمثابة هدية للفرقة التي رحبت بها مجدداً. "أردت أن أقول: لقد قبلتموني مجدداً، وها أنا أقدم لكم هذا الضوء"، هكذا عبرت عن شعورها.
العمل في الكوميدي فرانسيز يتطلب مرونة كبيرة بسبب نظام التناوب، حيث يمكن للممثل أن يؤدي أدواراً في مسرحيات مختلفة في نفس الأسبوع ويقوم ببروفات لأعمال أخرى خلال النهار. تصف مارينا هذا بالجمباز وتقارنه بالموسيقيين الذين يتقنون ذخيرة واسعة. ترى أن الممارسة تجعل الأمر أسهل، وأن الأدوار المختلفة تغذي بعضها البعض.
تؤكد هاندز أنها في كل أدوارها تحافظ على جوهرها الخاص. لا تركز على التشخيص الخارجي للشخصية بقدر ما تستكشف التعقيد الإنساني من خلال ذاتها. تعتبر التمثيل "حلماً" يساعدها على فهم العالم والناس ويجعل حياتها أسهل.
تحضيرها للأدوار يتم بشكل حدسي وجسدي أكثر منه فكري. تبدأ العمل بدون افتراضات مسبقة، وتكتشف الشخصية تدريجياً من خلال التفاعل والنص.
ترى أن بلوغها الخمسين هو بداية دورة جديدة في حياتها المهنية، تتميز بفهم أعمق للمعنى والشغف. تقدر التواصل المباشر مع الجمهور وتعتبر نفسها "مغامرة" تحب تجربة مختلف الأساليب.
عرض "حذاء الساتان" الذي يستمر لثماني ساعات يتطلب استعداداً بدنياً هائلاً، تقارنه مارينا برياضة المستوى العالي التي مارستها (الفروسية). يتطلب الالتزام بنظام صارم: روتين يومي، تمارين إحماء جسدية وصوتية، اهتمام بالغ بالتغذية، والامتناع عن الكحول والتدخين. تصف العرض بأنه "أولمبيادها".
تستعد لتقديم العرض في مهرجان أفينيون الشهير (في Cour d'honneur الذي يستوعب ألفي شخص) بمزيج من الحماس والرهبة. تعتبر كل عرض وعداً للجمهور، وتسعى لتقديم شيء ذي معنى يحملونه معهم: عاطفة، فكرة، أو أملاً. ترى أن هدف المسرح هو "إعطاء الأمل، الشجاعة، إصلاح الجراح، السماح بالتنفس، المواساة".
خاضت مارينا هاندز تجربة الإخراج لأول مرة بتقديم مسرحية "ست شخصيات تبحث عن مؤلف" لبیراندللو. ترى في هذا العمل استكشافاً للعلاقة بين الواقع والخيال، وكيف يمكن للفن أن يكون شكلاً من أشكال العلاج.
للحركة #MeToo تأثير عميق على مسيرتها. تعتبرها "ثورة بدون تهاون" ساهمت في إنقاذ وإصلاح حيوات. تقول إن الحركة سمحت لها بتأكيد أنوثتها وفرديتها وفنها، ومكنتها من تقديم أدوار مثل دونا بروهيز بصدق وعمق أكبر، بعيداً عن السحر السطحي. تعبر عن امتنانها العميق للنساء اللواتي تحدثن ودفعن الثمن.
عندما لا تكون على خشبة المسرح، تنغمس مارينا في الموسيقى. لديها فرقة تدعى Animal Triste وتكتب قصائد باللغة الإنجليزية. تستمتع باللعب مع فرقتها في الأندية، مستمتعة بإحساس التواصل مع الجمهور في أجواء مختلفة تماماً عن صخب الكوميدي فرانسيز. تجد طاقتها في هذا التباين.
من المقرر أن تقدم مارينا هاندز عرض "حذاء الساتان" في مهرجان أفينيون، وعرض "النورس" في الكوميدي فرانسيز بباريس.