
في كلمات قليلة
فيلم «ماونتين هيد» للمبدع جيسي أرمسترونغ على Max هو لقاء ساخر وقاس بين أربعة من أباطرة التكنولوجيا تسلط الضوء على غطرستهم وانفصالهم عن واقع عالم ينهار بسببهم. إنه نقد لاذع للقوة والتكنولوجيا.
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسله «سَكْسِيشن»، يعود المبدع جيسي أرمسترونغ بفيلم جديد بعنوان «ماونتين هيد» (Mountainhead)، متوفر الآن للمشاهدة على منصة Max. مرة أخرى، يغوص أرمسترونغ في عالم شريحة الـ 1% الأغنى في العالم، مقدماً فيلماً ساخراً وقاسياً.
تدور أحداث «ماونتين هيد» في شاليه فخم بولاية يوتا الأمريكية، حيث يجتمع أربعة من كبار أباطرة التكنولوجيا لقضاء عطلة نهاية أسبوع للعب البوكر. من بينهم، راندال غاريت، المرشد والممول للشركات الناشئة، والذي يعيش حالة إنكار لتشخيص إصابته بالسرطان المنتشر. إنه مهووس بالبحث عن تكنولوجيا قادرة على حفظ وعيه ويضع آماله في شركة التواصل الاجتماعي التي يمتلكها فينيس باريش.
لكن فينيس باريش نفسه تحت مجهر السلطات: أحدث نسخة من أداته المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج تزييف عميق (deepfakes) لا يمكن كشفه، مما تسبب بالفعل في سلسلة من أعمال العنف والاضطرابات في جميع أنحاء العالم. العلاج الوحيد يكمن في الاستحواذ على شركة Bliter، التابعة لرجل أعمال آخر هو جيف. شركته طورت برنامجاً قادراً على اكتشاف التسجيلات ومقاطع الفيديو المزيفة هذه.
جميع الشخصيات من أصحاب المليارات، باستثناء مضيفهم هوغو فان يالك، الذي يلقبه رفاقه بازدراء بـ «المقصف العام». في جو من الانعزال عن العالم، يظل الرجال الأربعة، بتعجرفهم الطفولي، محدقين في هواتفهم الذكية. يراقبون بدهشة وإثارة العالم وهو يغرق في الفوضى بسبب ابتكاراتهم الخاصة. هذا يغذي غرورهم، ولكنه يشحذ أيضاً التنافس فيما بينهم. الويل لمن يبدي أدنى شعور بالندم، مثل جيف. سرعان ما تتخذ الصداقة الذكورية لهجات أكثر تهديداً واضطراباً اجتماعياً.
في هذه الحكاية الساخرة، يدفع جيسي أرمسترونغ حدود القسوة والانحراف والفكاهة السوداء إلى أبعد من ذلك. قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يفسح الشعور بالغثيان المجال للاستمتاع بالسخرية. يبقى الفيلم صورة مؤثرة لما يمكن أن تبدو عليه عقلية أشخاص مثل إيلون ماسك أو مارك زوكربيرغ.
الممثل رامي يوسف، الذي يؤدي دور جيف، تحدث عن شخصيته وعن رؤية الفيلم. قال: «كلما فهمت شخصياتنا أكثر، قل إعجابك بها». وأضاف أن الخط الفاصل بين الخيال والواقع تلاشى بسرعة أثناء التصوير: «في المساء بالفندق، كنت أتفقد التنبيهات التي تصل على هواتفنا. كنت أتساءل: هل أنا أنظر إلى هاتفي الذكي أم إلى هاتف شخصيتي؟ هذا هو المكان الذي يصيب فيه كتابة جيسي أرمسترونغ الهدف. إنه لا يسخر مما يحدث. إنه يندد بمن يلعبون دور ساحر التلميذ ويبدون غير مبالين إلى هذا الحد».
يرى يوسف شخصية جيف على أنها الأكثر خطورة في المجموعة، رغم ندمه المحتمل. «هؤلاء الرجال متقزمون عاطفياً. جيف هو الوحيد الذي يدرك حجم الضرر الناتج عن تطبيقاتهم. حتى لو كان ممزقاً بين التقدم والإنسانية، فإنه سيميل دائماً إلى جانب الربح وتسريع التكنولوجيا»، كما يقول الممثل. ويضيف أنه على عكس الورثة في «سَكْسِيشن»، الذين يطمعون في ثروة لا يستحقونها، فإن الأباطرة في «ماونتين هيد» هم مطورون بنوا ثروتهم حجراً حجراً. «هذا يعزز لديهم فكرة أنهم حكام العالم وأن معاناة الناس العاديين مجرد ضرر جانبي على طريق إلى وجهة أعظم بكثير».