
في كلمات قليلة
بودكاست «محاكمة هاريل» يعيد فتح قضية قتل في سياق العنف المنزلي، مع شهادات حقيقية وتفاصيل دقيقة من المحاكمة.
«كان لديّ على الفور هذا الشعور بأنه قرار نادر للغاية»
هذا ما أكدته الصحفية كلارا هيس، يوم الجمعة 18 أبريل. كانت تعمل في صحيفة Le Républicain Lorrain في فبراير 2021، خلال محاكمة الاستئناف لفلوريان هاريل، المتهمة بقتل رفيقها، جوني آدم، في سياق عنف منزلي. وكانت الأخيرة قد برأتها محكمة الجنايات في نانسي قبل عام. تم تأكيد الحكم في الاستئناف، واعتبرت فلوريان هاريل غير مذنبة. تتذكر الصحفية: «النساء اللائي تمت تبرئتهن من قتل أزواجهن على أساس الدفاع عن النفس في فرنسا، في ذلك الوقت على الأقل، لم يكن هناك سوى ثلاث نساء». «وعلى الفور قلت لنفسي، هذه قصة يجب أن تُروى». يتخذ هذا السرد في النهاية شكل بودكاست مدته ست ساعات بعنوان «محاكمة هاريل». يتخذ شكل إعادة تمثيل ويضع المستمع في دور هيئة محلفين في محكمة الجنايات.
فلوريان هاريل وشقيقة جوني آدم يلعبان دوريهما
في البداية كانت الفكرة «إعداد فيلم وثائقي عن فلوريان، حول قضية الدفاع عن النفس، والعنف المنزلي والعديد من الموضوعات التي تنبع من قصتها»، كما تقول أورور ماهيو، المديرة الفنية لاستوديو الإنتاج Nouvelles Écoutes، الذي ينتج البودكاست. وتوضح: «ولكن من خلال قراءة محاضر جلسات الاستماع لكلارا، أدركت أن الأمر لم يكن بهذه البساطة. وخاصة أن فلوريان قتلت رفيقها على أي حال. هذا ليس شيئًا هينا. وأن تتم تبرئتها مرتين، هذا ليس شيئًا هينا أيضًا. وصحيح أنني بالنظر إلى القراءة، اهتزت في قناعاتي لمعرفة ما إذا كان هذا الحكم مبررًا ولماذا وكيف». يأخذ البودكاست شكل إعادة تمثيل يلعب فيه بعض أبطال المحاكمة دورهم: فلوريان هاريل، المتهمة، والدتها، وكذلك إيزابيل آدم، شقيقة الضحية، جوني آدم، وكذلك محامي الأطراف المدنية، على وجه الخصوص. وتوضح كلارا هيس: «لقد حاولنا أن نكون موضوعيين وصادقين قدر الإمكان. كل اللحظات المهمة في المحاكمة حدثت في الحياة الحقيقية. في البودكاست لم نخترع أي شيء». وتضيف: «مع العلم أن المحاكمة استمرت ثلاثة أيام، أي ما يقرب من 30 ساعة من الجلسة التي لخصناها في 6 ساعات. ولكن في الواقع، هناك كل اللحظات الرئيسية في هذه المحاكمة».
«سرعان ما قلنا مع كلارا، مع منتجنا، إننا لن نصنع هذا البودكاست إذا لم تشارك فلوريان هاريل. وأردنا أيضًا أشخاصًا من جانب الضحية»، تلخص أورور ماهيو. «بالنسبة لنا، تم احترام التوازن وطلبنا من أشخاص آخرين لم يرغبوا في المشاركة». وفقًا لكلارا هيس، فإن فلوريان هاريل وإيزابيل آدم «لديهما دوافع مختلفة. تريد فلوريان أن تفعل ذلك لأنها تريد أن يفيد ذلك النساء الأخريات، والعدالة. وإيزابيل، هذه فرصة جديدة للحصول على منبر ربما لتتمكن من التحدث عن جوني مرة أخرى، الذي لديه بالتأكيد جوانب مظلمة، ولكن لديه أيضًا، مثل أي شخص، جوانب مضيئة، الذي كان أخًا، والذي كان محبوبًا».