
في كلمات قليلة
في إطار مهرجان كان 2025، قدم 26 شابًا فازوا بمسابقة الأفلام القصيرة "Moteur!" أعمالهم المؤثرة. يهدف المشروع إلى تمكين الشباب من خلفيات متنوعة ومساعدتهم على التعبير عن قصصهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال الفن السينمائي.
شهد مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ 78 لعام 2025، حدثًا إنسانيًا وفنيًا مميزًا، حيث احتفى بـ 26 شابًا وشابة من مختلف أنحاء فرنسا، فازوا في الدورة التاسعة من مسابقة الأفلام القصيرة جدًا "Moteur!". هذه المسابقة، التي تنظمها جمعية تحمل الاسم نفسه، تهدف إلى تعزيز تكافؤ الفرص ودعم الشباب في مواجهة العزلة والتحديات الاجتماعية وتحديد المصير.
المشاركون، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 22 عامًا، وصلوا إلى كان في 21 مايو، واستقبلوا باهتمام خاص. تم عرض صورهم على واجهة محطة القطار الرئيسية بالمدينة، في معرض فني التقطته المصورة ماتيلد دو ليكوتيه باستخدام تقنية "السيانوتيب"، لإبراز شخصية كل منهم. هذا المعرض كان بمثابة تقدير كبير لمواهبهم.
تطلب المسابقة من الشباب تقديم فيلم قصير لا يتجاوز الـ 90 ثانية، يعبرون فيه عن شكرهم وامتنانهم لشخص كان مصدر إلهام لهم. هذا العام، تلقت الجمعية 704 فيلمًا مشاركًا، مما يدل على تزايد الاهتمام بهذا المشروع. يؤكد منظمو المسابقة أن الهدف الأساسي ليس اكتشاف مواهب سينمائية بالضرورة، بل استخدام الفيلم كوسيلة لمساعدة الشباب على اكتساب الثقة بالنفس، والإيمان بقدراتهم، والشعور بالاستحقاق.
ترأست لجنة تحكيم الدورة التاسعة المخرجة الشهيرة إوزان بالسي، المعروفة بأعمالها التي تتناول العدالة الاجتماعية وحرية التعبير. التقت بالشباب الفائز، وشاركتهم تجربتها الملهمة، مؤكدة لهم أن النجاح ممكن وأن حلمهم يستحق القتال من أجله، كما تحدثت عن نضالها الخاص من أجل الإدماج.
كان من أبرز لحظات زيارة كان عرض الأفلام القصيرة لجميع الفائزين. هذه الأفلام لم تكن مجرد أعمال فنية، بل كانت شهادات مؤثرة عن تجارب الحياة، بما في ذلك قصص عن فقدان الأحباء، والصراع مع الأمراض، وتحديات الهجرة. إحدى المشاركات، باهيا، عبرت عن شكرها لوالدتها الراحلة، مؤكدة أنها واثقة من أن والدها سيكون فخورًا بها. شاب آخر، إروان، الذي يعيش بعيدًا عن والده في العراق، بكى خلال عرض فيلمه، وقال إنها المرة الأولى منذ شهور يشعر فيها بهذا القدر من الفخر والسعادة لأنه جعل والدته سعيدة.
الزيارة لم تقتصر على العرض السينمائي، بل شملت أيضًا مؤتمرًا صحفيًا ولقاءات مع شخصيات بارزة مثل الممثل لوسيان جان باتيست وبطل الملاكمة جان مارك مورميك، الذين شجعوا الشباب على السعي وراء أحلامهم بالعمل الجاد والإصرار. واختتمت الرحلة بحفل توزيع جوائز "Clap d'or Moteur!" على السجادة الحمراء لمهرجان كان، مما منح الشباب تجربة لا تُنسى وشعورًا بأنهم نجوم حقيقيون.