
في كلمات قليلة
يستضيف المتحف الوطني للآثار في سان جيرمان أون لي بفرنسا معرضًا يسلط الضوء على ثقافات العصر البرونزي. المعروض الرئيسي هو نسخة طبق الأصل لقارب عمره 3500 عام تم اكتشافه في إنجلترا.
في إطار المعرض الجديد "سادة النار"، الذي يُقام في قصر سان جيرمان أون لي التاريخي بضواحي باريس، يُعرض أمام الزوار قطعة فريدة ونادرة – نموذج طبق الأصل لقارب يُقدر عمره بـ 3500 عام. أصبحت هذه القطعة الأثرية التي تعود إلى العصر البرونزي المعروض الرئيسي في المعرض، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الثقافات الأوروبية في تلك الفترة، والتي يعتبر المنظمون أنها لا تزال غير معروفة بشكل كافٍ للجمهور.
تشهد ساحة المتحف الوطني للآثار في سان جيرمان أون لي (MAN) حراكًا غير عادي. قبل أيام قليلة من افتتاح معرض "سادة النار" (الذي بدأ في 13 يونيو)، تم تركيب القطعة الأثرية الأهم في المتحف – نسخة طبق الأصل من سفينة دوفر. اكتشفت السفينة الأصلية عام 1995 في منطقة دوفر جنوب إنجلترا.
في بداية الألفية الثالثة، وضع فريق من المتحمسين هدفًا طموحًا: إعادة بناء السفينة القديمة باستخدام نفس أساليب البناء التي كانت تُستخدم حوالي عام 1500 قبل الميلاد. نظرًا لعدم القدرة على العثور على جذوع أشجار كبيرة بما يكفي لبناء نسخة بالحجم الكامل، تقرر إنشاء نموذج طبق الأصل بمقياس 1:2.
تُعرف سفينة دوفر بأنها من نوع السفن ذات الألواح "المخيطة". هذا يعني أن أجزاء الهيكل لم تُثبت بالمسامير أو الأوتاد، بل تم ربطها ببعضها البعض باستخدام روابط قوية مصنوعة من الألياف النباتية. هذه التقنية في بناء السفن كانت منتشرة على نطاق واسع في العصور القديمة في منطقة تمتد من البحر الأدرياتيكي إلى بحر الشمال – واستمر استخدامها لآلاف السنين.
يوفر هذا المعرض، بقطعته المحورية، فرصة نادرة للتواصل مع تاريخ الملاحة البحرية وتقدير مستوى تطور التقنيات في أوروبا خلال حقبة العصر البرونزي.