
في كلمات قليلة
ينطلق الموسم الثالث من مسلسل «العصر الذهبي» الذي يتناول فترة حاسمة في تاريخ أمريكا وصراع الطبقات في نيويورك. يستكشف الموسم الجديد تعقيدات الزواج والمكانة الاجتماعية من خلال قصص شخصياته.
يعود مسلسل الدراما التاريخية «العصر الذهبي» بموسمه الثالث على منصة Max، ليأخذنا مجدداً في رحلة إلى نيويورك الصاخبة في أواخر القرن التاسع عشر. هذه الحقبة، المعروفة بـ«العصر المذهب»، شهدت صعود رأسمالية جامحة دفعت بالولايات المتحدة إلى مقدمة الاقتصاد العالمي.
المسلسل، من إبداع الكاتب الحائز على الأوسكار جوليان فيلوز (مؤلف «داونتون آبي»)، يسلط الضوء على النزاعات المحتدمة بين عائلات نيويورك العريقة وأصحاب الثروات الجديدة التي بزغت مع الثورة الصناعية. كما يقول فيلوز: «ننظر إلى من عاشوا في القرون الماضية كأنهم من كوكب آخر. هذا غير صحيح. لقد مروا بنفس المشاعر والطموحات والحاجة إلى فرض آرائهم مثلنا».
يركز الموسم الثالث من «العصر الذهبي» بشكل خاص على الزيجات والعلاقات. نشهد طموحات بيرثا راسل، زوجة قطب السكك الحديدية جورج راسل، لتزويج ابنتها جلاديس من دوق باكنجهام، أحد أبرز العرسان في المملكة المتحدة. هذا الهدف يضعها في مواجهة مع زوجها وابنتها نفسها، ويكشف عن مدى تعقيد مفهوم الزواج في ذلك الوقت، حيث كان يُنظر إليه غالباً كصفقة أو عقد.
يتحدى المسلسل النظرة النمطية للزواج المدبر غير السعيد. يوضح فيلوز أن الزواج كان في تلك الحقبة «صفقة، عقداً». ورغم أننا في العالم الغربي قد ننظر بازدراء إلى الزيجات الاستراتيجية التي تهدف للصعود الاجتماعي، إلا أنها ما زالت موجودة. ما يجب إدانته هو غياب الموافقة.
يطرح المسلسل أيضاً قضية الطلاق وتأثيرها المدمر، خاصة على النساء من العائلات المرموقة اللواتي كن يخسرن الكثير عند الانفصال.
بيرثا راسل، التي تمثل الأثرياء الجدد، تسعى لتعزيز مكانتها الاجتماعية من خلال تزويج ابنتها من نبيل أوروبي مفلس مقابل مهر كبير. بينما يرى زوجها جورج أن هذه الهرمية قد عفا عليها الزمن. هذا الاختلاف في القيم يضع علاقتهما تحت الضغط.
تستكشف السلسلة كيف تحاول النساء مثل جلاديس وماريان بروك وبيجي، الصحفية من الطبقة المتوسطة السوداء، السيطرة على مصائرهن في عالم يمنحهن القليل من الحقوق. إنها نظرة عملية ومؤثرة للتحرر الأنثوي في ظل قيود المجتمع.
لا يخلو المسلسل من لقطات البذخ في الحفلات والولائم، لكنه أيضاً ينتقد جشع الصناعيين الذين بنوا احتكاراتهم على استغلال المهاجرين والعمال وسلب أراضي السكان الأصليين. يرى الممثل مورجان سبيكتور، الذي يلعب دور جورج راسل، أن هناك صدى بين «العصر الذهبي» وأمريكا الحديثة. يشير إلى أن «جولد وكارنيجي وفاندربيلت» اليوم هم «إيلون ماسك وجيف بيزوس». ويضيف أن مستوى الثروة الفاحشة غير متوافق مع الديمقراطية.
وكما هو الحال في «داونتون آبي»، يضيف المسلسل لمسة من الفكاهة والشخصية القوية من خلال شخصية العمة آجنس فان رين، ممثلة الحرس القديم، التي تقدم ملاحظات لاذعة لا تُنسى.