مسلسل فرنسي جديد: "صداقة خطيرة" يكشف أسرار علاقة الملكة آن النمساوية وماري دي روهان

يعرض التلفزيون الفرنسي France.tv مسلسلًا تاريخيًا قصيرًا جديدًا بعنوان "صداقة خطيرة" (Une amitié dangereuse)، يتناول جانبًا مثيرًا من حياة الملكة آن النمساوية وعلاقتها المعقدة مع إحدى أبرز سيدات البلاط نفوذًا، وهي ماري دي روهان، دوقة شيفروز.

يستند المسلسل، من إخراج آلان تاسما، إلى روايات تاريخية للكاتبة جولييت بنزوني، ويروي قصة ماري دي روهان الطموحة التي لعبت دورًا رئيسيًا في محاولة التقريب بين الملك الشاب لويس الثالث عشر وزوجته آن النمساوية. تشتهر هذه الفترة التاريخية في فرنسا بمؤامرات البلاط والصراعات على السلطة.

يعتبر العديد من المؤرخين وكاتبي المذكرات ماري دي روهان أعظم مدبرة للمؤامرات في تاريخ فرنسا. وصفها الكاتب بول موراند بأنها "كانت جميلة، شابة، حيوية، ذكية، باختصار، كانت تملك كل شيء للإضرار". يستكشف المسلسل دورها المزدوج: بصفتها المشرفة على الملكة اليافعة، تبذل ماري كل جهد لإقناع لويس الثالث عشر بالعودة إلى زوجته التي هجر فراشها.

يسلط مسلسل "صداقة خطيرة" الضوء على التناقض الواضح والتواطؤ المعقد بين الشابتين. ماري حيوية، جريئة، متحررة الروح والفكر، بينما آن تتسم بالتقوى والتحفظ الأسباني الذي يثير غضب زوجها الغيور. محاولات ماري لإعادة الوئام بين الزوجين من خلال إدخال الضحك والألعاب الغرامية غالبًا ما تنقلب ضدها، لكنها تستمر بإصرار غريب، مدفوعة بمزيج من الأهداف السياسية وشعور بالأخوة.

هذه العلاقة الثلاثية المعقدة - مزيج من الإغراء والأخوة - هي المحرك الرئيسي للأحداث في الأربع حلقات الأولى من المسلسل. على الرغم من أن المسلسل يفقد بعضًا من قوته في الجزء الأخير حيث تتراجع شخصية الملك والملكة لتطغى عليها مؤامرات ماري، إلا أن العمل ينجح في إظهار جانب مختلف من حكم لويس الثالث عشر المبكر، مع التركيز على صدمة ليلة الزفاف الفاشلة والضرورة الملحة لإنجاب وريث للعرش.

يتميز المسلسل بأداء رائع من ممثليه الشباب. ستيفاني جيل، الممثلة الإسبانية الشابة، تؤثر في المشاهدين بدور آن النمساوية الوحيدة. أما الاكتشاف الحقيقي فهو كيلي ديبولت الكندية في دور ماري دي روهان، حيث تجسد شخصية قوية ومليئة بالحيوية. أداء الممثل الذي يجسد شخصية لويس الثالث عشر المريض والمتلعثم جدير بالثناء أيضًا.

اختيار ممثلين في العشرينات من العمر يؤكد على صغر سن الشخصيات التاريخية والثقل الهائل الذي كان ملقى على عاتقهم. كان عليهم التعامل مع السلطة والرغبات الداخلية والصراعات في بلاط الملك. استخدم المخرج آلان تاسما منسقًا للمشاهد الحميمة للتعبير عن التوترات والعلاقات المعقدة في فترة تاريخية كانت فيها "كل الأمور في العالم تتعلق بالجنس، باستثناء الجنس نفسه. الجنس يتعلق بالسلطة"، كما أشار المخرج.

تم عرض المسلسل القصير "صداقة خطيرة" لأول مرة في 25 يونيو 2025 على منصة France.tv.