
في كلمات قليلة
قلعة كاستيلنو في دوردون بفرنسا هي قلعة ضخمة من القرن الثالث عشر عاصرت حرب المئة عام وشهدت نهضة كبيرة بعد إهمالها. اليوم، هي القلعة الأكثر زيارة في جنوب غرب فرنسا وتوفر للزوار تجربة غامرة في العصور الوسطى.
تُعرف منطقة دوردون في فرنسا بأنها أرض الألف قلعة، وهي المنطقة الأكثر غنى بالحصون التاريخية في البلاد. من بين هذه القلاع العديدة، تبرز قلعة كاستيلنو كعملاق من العصور الوسطى، تقف شامخة كحارسة على حقبة مضت. تقع هذه القلعة المهيبة على ارتفاع فوق نهر دوردون، وهي حصن يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر.
في قلب حرب المئة عام، وشاهدة على العديد من الأحداث التاريخية، بما في ذلك إهمالها خلال فترة الثورة الفرنسية، تروي القلعة قصة نهضة حقيقية بدأت في الستينيات من القرن الماضي. في هذا المكان اليوم، تعود الحياة إلى العصور الوسطى. داخل أسوارها، ينغمس الزوار في رحلة تعود بهم قرونًا إلى الوراء، حيث يتم إحياء التاريخ وشخصياته بفضل الأزياء والإعادة تمثيل للمشاهد.
كانت كاستيلنو مركزًا استراتيجيًا قويًا في العصور الوسطى حتى القرن السادس عشر. تقع القلعة على طرق التجارة نحو الجنوب ومنطقة أوفيرني، وقد سيطر عليها الإنجليز خلال حرب المئة عام. مع مرور الوقت، فقدت القلعة دورها الاستراتيجي. بعد التخلي عنها في أعقاب الثورة، تحولت إلى محجر للحجارة. ومع ذلك، تغير مصيرها في عام 1965.
في ذلك العام، اشترت عائلة شغوفة بالتراث أطلال القلعة وقررت القيام بمغامرة جريئة: إعادة إحياء كاستيلنو. بفضل هذا الجهد الكبير، أصبحت القلعة اليوم معلمًا سياحيًا رئيسيًا. تستقبل القلعة 240 ألف زائر سنويًا، مما يجعلها القلعة الأكثر زيارة في جنوب غرب فرنسا. إنها شهادة حية على التاريخ ووجهة لا تُفوّت لمحبي القلاع والتاريخ الأوروبي.