
في كلمات قليلة
أعلن عن وفاة الإعلامي الفرنسي المخضرم دانيال بيلياليان عن عمر 78 عامًا. زميله وصديقه ميشيل دروكر نعاه بكلمات مؤثرة، متذكراً دوره في التلفزيون الفرنسي وشخصيته المميزة.
فقد التلفزيون الفرنسي إحدى شخصياته البارزة بوفاة دانيال بيلياليان، الذي رحل عن عمر يناهز 78 عامًا بعد صراع مع المرض. كان بيلياليان وجهًا مألوفًا للمشاهدين بصفته مقدمًا لنشرات الأخبار على قناة France 2 ورئيسًا سابقًا لقسم الرياضة فيها.
وتكريماً لذكراه، تحدث زميله وصديقه المقرب، الإعلامي الشهير ميشيل دروكر، عن ذكرياته مع الراحل.
قال ميشيل دروكر: «عرفت دانيال تقريبًا في بداياته، ولكني عرفته عن كثب أكثر عندما كان في قسم الرياضة». وأضاف: «عندما كان هناك، كان يريدني أن أعود إلى مهنتي الأولى، وهي المراسل الرياضي. كان يريدني أن أذهب في تغطية Tour de France، لأنه كان يعرف أنني شغوف بالدراجات. كان يسعى لإقناعي بتغطية مراحل الجبال مع جميع المتخصصين، لأنه كان يعلم أنني محب مطلع وشغوف بكل هذا». ويتذكر دروكر: «كاد أن يقنعني بالعودة إلى الرياضة، كان يقول لي: “عد ببساطة لبضعة مراحل، ولكن عد كل عام لأنك تعرف الدراجات وستتحدث عنها بطريقتك”».
ويتابع الإعلامي الفرنسي: «أتذكر منه أولاً أنه كان يحب السيجار. كاد أن يقنعني بالتدخين؛ كان ينتمي إلى نادٍ مغلق جدًا لمدخني السيجار... وكان يتمتع بروح دعابة كبيرة، ودعابة ساخرة، كان يُعرف بـ”بيل” للجميع. جميع الزملاء في قسم الرياضة لا بد أن يكونوا حزينين لأنه لم يكن شخصًا عاديًا. لم يكن يمر مرور الكرام. أعتقد أنه ترك ذكرى زميل كفء جدًا، وترك بصمة في قسم الرياضة. كان سعيدًا جدًا برؤية الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية، أعتقد لو كان بصحة جيدة، لكان على الهواء».
يتذكر ميشيل دروكر أيضًا «نوبات غضب دانيال بيلياليان الأسطورية ولكن المرحة»، والتي غالبًا ما كانت تُعاد في بعض البرامج. يقول دروكر: «في هذا البرنامج، هناك دائمًا لحظة يظهرون فيها بعض الزلات الصغيرة التي تحدث لنا جميعًا في حياتنا المهنية، ودائمًا ما يضعون لقطة لدانيال وهو غاضب. كان يضحكني».
آخر مرة رأيته فيها، كنت أتناول الغداء مع شارل أزنافور، الذي كان جاري في بروفانس...
ميشيل دروكر عن دانيال بيلياليان
آخر مرة رأى فيها ميشيل دروكر دانيال بيلياليان تعود إلى بضع سنوات مضت. «تحدثنا عن المستقبل: كيف سنكون بعد عشر أو عشرين سنة؟ كان يسألني دائمًا: “كيف استطعت البقاء هنا كل هذه المدة؟”. كان يقدر كثيرًا الاستمرارية في المهنة. كان يحمل أيضًا ذكرى الذين أتوا من بعيد، ذكرى الأرمن. آخر مرة رأيته فيها، كنت أتناول الغداء مع شارل أزنافور، الذي كان جاري في بروفانس. جاء دانيال لتناول القهوة. كان أزنافور يحبه كثيرًا، مثل كل من لديهم صلة قوية بأرمينيا»، يروي دروكر.
وفي الختام، يؤكد الإعلامي البالغ من العمر 82 عامًا أن زميله كان رجلاً «شديد الكتمان»، خاصة فيما يتعلق بمرضه. يقول دروكر: «كان مريضًا منذ فترة طويلة، لكنه لم يتحدث عن ذلك كثيرًا. وجدته نحيفًا بعض الشيء آخر مرة رأيته فيها... لم يتحدث معي عن مرضه إطلاقًا. لم يعلن عن مرضه للإعلام». ويختتم دروكر حديثه معبرًا عن تعازيه «لعائلته وكل من أحبوه»، ومضيفًا أن «الرحيل في سن 78 مبكر جدًا. كان شخصًا لا يزال لديه الكثير ليقوم به، الكثير ليثبته، 78 عامًا لا شيء اليوم».