ثلاثة معارض فنية بارزة في باريس: من دافيد إلى "النظرية الفرنسية"

ثلاثة معارض فنية بارزة في باريس: من دافيد إلى "النظرية الفرنسية"

في كلمات قليلة

تستضيف باريس ثلاثة معارض فنية كبرى: معرض استعادي لجاك لوي دافيد في اللوفر، ومعرض لفيليب غوستون في متحف بيكاسو، بالإضافة إلى معرض في قصر طوكيو يستكشف تأثير "النظرية الفرنسية" على الفن الأمريكي.


تستضيف باريس حاليًا ثلاثة معارض فنية كبرى، يقدم كل منها منظورًا فريدًا على عالم الفن. تتناول هذه المعارض فترات وأساليب متنوعة، بدءًا من اللوحات الضخمة لجاك لوي دافيد وصولاً إلى الأعمال الساخرة لفيليب غوستون وتأثير "النظرية الفرنسية" على الفن الأمريكي.

جاك لوي دافيد: معرض استعادي في اللوفر

يحتفي متحف اللوفر بمعرض استعادي شامل للفنان الفرنسي البارز جاك لوي دافيد، الذي أصبحت أعماله أيقونات لعصر الثورة الفرنسية والإمبراطورية النابليونية. من بين روائعه الشهيرة: "موت مارا"، "نابليون يعبر جبال الألب"، و"تتويج نابليون".

لم يكن دافيد مجرد رسام عظيم، بل كان أيضًا شخصية سياسية فاعلة: نائبًا صوت لصالح إعدام لويس السادس عشر، وعضوًا في النادي اليعقوبي، ومنظمًا للاحتفالات الثورية. يتداخل مساره السياسي والفني بشكل وثيق، ويسعى المعرض إلى إبراز هذا الترابط، متجاوزًا التصنيف التقليدي لدافيد كفنان "كلاسيكي جديد" فحسب.

افتتح المعرض في منتصف أكتوبر وسيستمر حتى نهاية يناير المقبل. يضم اللوفر أكبر مجموعة في العالم من لوحات ورسومات دافيد، وقد سبق له تنظيم معرض فردي كبير للفنان عام 1989. يأتي المعرض الحالي احتفالًا بالذكرى المئوية الثانية لوفاة دافيد عام 1825، عندما كان في المنفى في بروكسل.

فيليب غوستون: "سخرية التاريخ" في متحف بيكاسو

يستضيف متحف بيكاسو معرض "فيليب غوستون، سخرية التاريخ"، المخصص للفنان الأمريكي من أصل يهودي فيليب غوستون. في السابق، تم تأجيل معارض استعادية لأعماله بسبب مخاوف بشأن استقبال تصويره الكاريكاتوري لأعضاء جماعة كو كلوكس كلان. ومع ذلك، لاقى المعرض الحالي، الذي افتتح في منتصف أكتوبر ويستمر حتى أوائل مارس 2026، ترحيبًا هادئًا.

يتتبع المعرض تطور غوستون الفني: من قربه من فناني الجداريات المكسيكيين في ثلاثينيات القرن الماضي، إلى اعتباره شخصية رئيسية في التعبيرية التجريدية لمدرسة نيويورك، ثم تحوله إلى أحد أشرس وأطرف الساخرين في عصر نيكسون، وعودته في النهاية إلى الرسم التشكيلي. يستكشف هذا المعرض الغني والذكي تحولات الفنان وحسه المتواصل بالسخرية.

"صدى، تأخير، صدى مرتجع": الفن الأمريكي والفكر الفرنكوفوني في قصر طوكيو

يقدم قصر طوكيو معرضًا طموحًا بعنوان "صدى، تأخير، صدى مرتجع"، ويحمل العنوان الفرعي "الفن الأمريكي، أفكار فرنكوفونية". يستكشف المعرض، الذي افتتح في أواخر أكتوبر ويستمر حتى منتصف فبراير، تأثير "النظرية الفرنسية" على الفن الأمريكي.

يحتل المعرض جميع مساحات المتحف ويتضمن عملًا جداريًا صممته الفنانة كارولين كينت لاستقبال الزوار، ومعرضًا استعاديًا فريدًا للنحات الأمريكي الأفريقي ملفين إدواردز، ومجموعة كبيرة من الأعمال التي تناقش مفاهيم صاغها مفكرون مثل رولان بارت وجيل دولوز وجاك دريدا وميشيل فوكو وغيرهم من ممثلي "النظرية الفرنسية". ينقسم المعرض إلى قاعات مواضيعية مثل "السيميوتكست: عملاء أجانب"، "نقد المؤسسات"، و"الآلات الراغبة"، مما يبرز التداخل العميق بين الفكر الفرنسي والفن الأمريكي.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.