تجربة غامرة بالواقع الافتراضي في بوردو تستعيد مسيرة نابليون بونابرت

تجربة غامرة بالواقع الافتراضي في بوردو تستعيد مسيرة نابليون بونابرت

في كلمات قليلة

افتتح في مدينة بوردو الفرنسية معرض غامر بتقنية الواقع الافتراضي يسلط الضوء على مسيرة حياة نابليون بونابرت. التجربة تمتد لـ 28 دقيقة وتغطي أحداثاً رئيسية في تاريخ الإمبراطور، مقدمة مزيجاً من النجاحات والإخفاقات الكبرى.


افتتح في مدينة بوردو الفرنسية معرض فريد من نوعه يعتمد على تقنية الواقع الافتراضي لإعادة تمثيل لحظات محورية من حياة نابليون بونابرت. هذه "آلة الزمن"، التي تحمل اسم "نابليون: الملحمة الغامرة"، تقع على ضفاف نهر الغارون في الموقع المعروف بـ Hangar 18.

تم تصميم المعرض من قبل استوديو Sandora بالتعاون مع لجنة علمية مرموقة تضم متخصصين من مؤسسة نابليون ومؤرخين معروفين، ويقدم رحلة مدتها 28 دقيقة إلى عالم "الكابورال الصغير". بارتداء نظارة الواقع الافتراضي، يجد الزوار أنفسهم منغمسين في أبرز مشاهد تاريخ نابليون.

تبدأ الرحلة في سانت هيلانة عام 1817، في آخر مقر إقامة للإمبراطور السابق. يستقبل نابليون زواره متسائلاً: "هل هم من أولئك الذين يحكمون علي أم من أولئك الذين يعجبون بي؟".

خلال النصف الأول من التجربة، تتجلى مشاهد المعارك بوضوح – من المجالس الحربية التي سبقت أوسترليتز إلى الهجوم الكاسح لفرسان الكويراس. إحدى اللحظات التي تثير الذهول هي الصعود المظفر لعمود فاندوم، الذي أمر نابليون بإقامته عام 1806 بعد انتصاره الباهر في أوسترليتز ضد الروس والنمساويين.

لكن العرض لا يتجاهل الصفحات الأقل مجداً في التاريخ: الانسحاب من روسيا، وتحديداً معركة بيريزينا العصيبة، وحتى المنفى الأخير إلى جزيرة سانت هيلانة. العظمة والانحدار يتشابكان، خالقين صورة مؤثرة للإمبراطورية. تدفع التجربة الغامرة إلى التفكير في الجانب المظلم الذي قد يحيط بشخصية نابليون وأفعاله.

كما أوضح إمريك براش، أحد مبدعي المشروع، "هذا اسم يتردد صداه ويسحر بقدر ما يثير الجدل. إنه أحد أكثر الشخصيات التاريخية التي تمت دراستها في العالم، وربما الأكثر أسطرة. أردنا أن نحكي كيف أحدث ثورة في فرنسا وأعاد رسم خريطة أوروبا، مع الموازنة بين 'أسطورته الذهبية' و'أسطورته السوداء'. نحكي أيضاً عن الإرث الذي تركه لنا وبصمته العميقة في مؤسساتنا".

يحتل هذا المعرض مساحة 60 متر مربع، ويمكن لعشرة أشخاص كحد أقصى التفاعل والتجول فيه بحرية. توفر التقنية المستخدمة، مع نظارة HTC Vive Focus 3، تجربة بصرية وصوتية مدهشة. نابليون يكون أمامك مباشرة. يمكنك "لمسه"، "لعب جولة شطرنج" في سانت هيلانة، وحتى "عزف بعض النغمات" على بيانو يعود لسنوات 1800. عند نزع النظارة، تعود إلى الواقع.

الزوار الذين جربوا المعرض أعربوا عن إعجابهم. "إنها مثيرة للإعجاب"، "مزيج من التكنولوجيا والتاريخ"، "تشعر وكأنك موجود هناك"، كانت بعض تعليقاتهم.

سبق أن استقبل المعرض زواره في بروكسل (منذ فبراير)، وباريس (منذ 27 مارس)، وبرازيليا (منذ 13 مايو). وهو الآن متوفر في بوردو اعتباراً من 29 مايو "لمدة غير محددة"، بحسب القائمين على المشروع. شارك 70 شخصاً في التجربة في اليوم الأول. التذاكر متاحة عبر الإنترنت وتكلف 20 يورو.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.