
في كلمات قليلة
استضاف برنامج تلفزيوني فرنسي مهنيين (شرطي سابق، صحفي، محامية) لمناقشة قضايا جنائية مؤثرة شكلت مسيرتهم المهنية، بما في ذلك قضية اختفاء أربع شابات وقضية جاكلين سوفاج. تحدث الضيوف عن الأثر العاطفي والمهني لهذه التحقيقات المعقدة.
استضاف برنامج «Ça commence aujourd'hui» (هذا يبدأ اليوم) الشهير على قناة France 2 الفرنسية حلقة استثنائية قدمتها المذيعة فوستين بولار. جمعت الحلقة مهنيين من عالم العدالة والتحقيقات الجنائية لمشاركة تجاربهم مع قضايا تركت بصمة عميقة في حياتهم.
شارك في البرنامج محامٍ، وصحفي، وقائد سابق في الشرطة القضائية، حيث تحدثوا عن جوانب شخصية ومهنية للقضايا التي عملوا عليها. لم تكن المقابلات مجرد سرد لحياتهم، بل كانت تعمقًا في الأحداث المهنية التي هزتهم إلى الأبد، كاشفين عن الشكوك والحدس والمشاعر التي رافقتهم في سعيهم لكشف الحقيقة.
من بين الضيوف، روموالد مولر، الرئيس السابق للشرطة القضائية في ليل ومدير التعاون الأمني الدولي في بغداد حاليًا. استرجع مولر بمرارة تفاصيل تحقيق يعتبره «الأبرز في مسيرته المهنية». يتعلق الأمر باختفاء أربع شابات - شقيقتان في كل حالة، تتراوح أعمارهن بين 16 و 20 عامًا - خلال سهرة كرنفال. وصف مولر هذا التحقيق بأنه نقطة تحول في حياته، حيث أصبح العثور على الجثث «واجبه الأول» لإعادتها إلى أمهاتها. وقد دفعته هذه القضية إلى كتابة كتاب عنها، تكريماً للضحايا وأمهاتهن اللواتي أثرت كرامتهن فيه بعمق.
كما شارك صحفي استقصائي تجربته مع قضية مؤثرة أخرى، مشيرًا إلى أنه لا يهتم بالجوانب الدموية، بل «بفك الألغاز» و «التحليل البوليسي». وتحدث عن قضية إميل لوي واختفاء فتيات في منطقة يون. أكد الصحفي أن برنامجه ونداءات الشهود التي قام بها ساهمت في إعادة فتح التحقيق في هذه القضية التي تعتبر «من أكثر القضايا التي أثرت فيه». وعبر عن احترامه العميق لعمل المحققين الميدانيين الذين «يواجهون حقيقة الجريمة».
وانضمت إليهما المحامية جانين بوناجيونتا، المتخصصة في القانون الجنائي. قالت إنها انجذبت دائمًا للجانب الإنساني، وتركت عالم الأعمال من أجل قانون الأسرة والدفاع عن النساء ضحايا العنف. ذكرت بوناجيونتا قضيتين تركتا بصمة لا تمحى في حياتها المهنية: قضية ألكسندرا لانج، التي تمت تبرئتها بعد قتل زوجها دفاعًا عن النفس، وقضية جاكلين سوفاج، التي قالت إنها «لن تنساها أبدًا». اكتسبت قضية جاكلين سوفاج شهرة عالمية بسبب التغطية الإعلامية ونتيجة المحاكمة.
اعترفت المحامية بأن بعض القضايا تكون أكثر ضغطًا، خاصة تلك التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة، مما يستدعي وضع «درع» للحماية الشخصية. ومع ذلك، قالت بوناجيونتا: «بالنسبة لي، كل ملف هو معركة من أجل حياة موكلاتي، ويصبح أيضًا معركة شخصية».