
في كلمات قليلة
يتجه تصميم الأثاث الحديث نحو استلهام أشكاله من عالم الحيوانات والحشرات والقواقع البحرية. تظهر في المعارض قطع أثاث مبتكرة مثل أرائك على شكل دببة أو أفاعي، وكراسٍ تشبه الحملان، وطاولات متعددة الأرجل، مضيفةً لمسة من الخيال والطبيعة إلى الديكور الداخلي.
بات تصميم الأثاث الحديث يستمد الإلهام بشكل متزايد من عالم الطبيعة، ليقدم قطعًا فنية ومريحة في آن واحد، تشبه الحيوانات والحشرات وحتى الأصداف البحرية. هذا التوجه المبتكر يضفي لمسة من الخيال والشعرية على المساحات الداخلية.
خلال المعارض الدولية الكبرى وفي صالات العرض، برز بوضوح اتجاه المصممين نحو الابتعاد عن الأشكال الهندسية التقليدية، لابتكار أثاث يحاكي كائنات المملكة الحيوانية – من الحملان اللطيفة وصولًا إلى الدببة القطبية المهيبة وحتى ذوات الأرجل الكثيرة.
من الأمثلة البارزة في هذا السياق، كرسيٌ بتصميم منحني يذكرنا بجمال صغير الفيل، وهو جزء من مجموعة أحد العلامات التجارية المعروفة. مثال آخر هو طاولة قهوة منخفضة ترتكز على أرجل رفيعة متعددة مزودة بعجلات، تشبه في هيئتها دودة الألف قدم اللطيفة. هذه القطع تبدو وكأنها خرجت من عوالم خيالية، لتضيف لمسة مرحة إلى الديكور الداخلي.
المصمم الشهير كريستيان موهاديد، بالتعاون مع لوي فيتون، قدم قطع أثاث تستحضر شكل ونعومة صوف الخراف. كرسي بثلاثة أرجل يثير الإحساس بالارتباط بحمل صغير، في حين يوحي أريكة ضخمة وناعمة بالنظر إلى خروف أنيق. أشكالها وملمسها تدفعك تلقائيًا إلى الرغبة في لمسها.
من القطع اللافتة أيضًا كرسي ليبر للجلوس من تصميم جامبييرو تاليافيري لعلامة مينوتي. خطوطه الانسيابية وانحناءات الظهر والمقعد مصممة بشكل يحاكي طائر البط، مرتكزًا على أرجل معدنية تمنحه مظهرًا واثقًا ورشيقًا.
بعض المصممين يذهبون إلى أبعد من ذلك، لخلق أشكال "حيوانية" ضخمة ومؤثرة. من أبرز هذه الأمثلة، أريكة "باك" (Pack) من تصميم فرانشيسكو بينفاريه لعلامة إدرا، والتي تجسد دبًا قطبيًا مستلقيًا على "جليد" المقعد. أو أريكة "بوا" (Boa) الشهيرة للأخوين كامبانا، أيضًا لعلامة إدرا، التي يحاكي شكلها الأفعى الضخمة، مقدمة في الوقت نفسه راحة لا مثيل لها.
يمكن أن تكون الأشكال الحيوانية الجديدة أكثر تجريدًا. فعلى سبيل المثال، أريكة "تارو كانالونج" (Taru Canalounge) من ليني روزيه، والتي يغطي تنجيدها القاعدة والأرجل بالكامل، تعطي انطباعًا بأنها كائن متكامل يشبه حشرة مقوسة عملاقة ومستأنسة.
أريكة "لوف" (Love) من تصميم ساشا لاكيش لروش بوبوا، تذكرنا بشكلها بأصداف المحار أو القواقع البحرية الضخمة والمرحبة، وكأنها تدعوك للاسترخاء بين "مصراعيها".
حتى كلاسيكيات التصميم تحصل على قراءات جديدة من خلال عدسة عالم الحيوان. كرسي الاسترخاء الأسطوري D.150.5، الذي صممه جيو بونتي عام 1952 وأعادت إصداره شركة مولتيني آند سي، بمسنده الطويل والمنتصب، يستحضر شكل رقبة الزرافة الرشيقة. كما أن أريكته D.157.6 – Due Foglie، التي أعيد إصدارها أيضًا من قبل مولتيني آند سي، بمسندها المنحني الذي يشبه ابتسامة عريضة، يضيف لمسة من البهجة للمساحة.
هذا الاتجاه يبرز كيف يمكن للتصميم أن يتجاوز مجرد الوظيفة ليضيف عناصر من اللعب والطبيعة والخيال إلى الحياة اليومية، جاعلًا الديكور الداخلي أكثر حيوية وتعبيرًا.