
في كلمات قليلة
توفي الكاتب الأمريكي إدموند وايت عن عمر يناهز 85 عامًا. كان وايت مؤلفًا غزير الإنتاج معروفًا بأعماله السيرذاتية التي تناولت تجربته الحياتية وتاريخ الحركة الاجتماعية في أمريكا. كما اشتهر بسيراته عن شخصيات أدبية فرنسية بارزة مثل جان جينيه ومارسيل بروست.
توفي الكاتب والصحفي والناقد الأدبي والمدرّس الأمريكي الشهير إدموند وايت يوم الأربعاء عن عمر يناهز 85 عامًا في الولايات المتحدة.
يُعتبر وايت شخصية محورية في الأدب الأمريكي المعاصر، وقد تناولت أعماله بشكل كبير سيرته الذاتية وتجربته الشخصية. كرّس وايت جزءًا كبيرًا من كتاباته لتسجيل وقائع مراحل التحول الاجتماعي في أمريكا، بما في ذلك سنوات من التحرر و سنوات الأزمة الصحية، وصولاً إلى العصر الحديث. كانت كتابته بمثابة وسيلة له لفهم تجربته الحياتية، خاصة عندما كانت الأمور مؤلمة.
حظي وايت بالتقدير منذ روايته الأولى "نسيان هيلينا" (1973)، التي وصفها الكاتب الشهير فلاديمير نابوكوف بأنها "كتاب رائع". تتابعت أعماله المهمة، مثل "نكتات ملك نابولي" (1978) و"رحلات في أمريكا" (1980). حققت رباعيته الروائية ذات الطابع السيرذاتي نجاحًا كبيرًا، وتضمنت مراحل مختلفة من حياته: "قصة ولد" (1982)، "الغرفة الجميلة فارغة" (1988)، "سيمفونية الوداع" (1997)، و"الرجل المتزوج" (2000). استمر في كتابة مذكراته من خلال أعمال مثل "حياتي" (2005) و"فتى المدينة" (2010).
تميز وايت بأسلوبه المباشر وسعيه للصدق في السرد، حتى لو كان ذلك يثير الجدل أحيانًا. أثنى النقاد على إخلاصه الشديد وأناقته وروح الدعابة في أعماله، التي غالبًا ما كانت تستكشف جوانب حساسة من الحياة الأمريكية. عاش إدموند وايت حوالي خمسة عشر عامًا في باريس خلال الثمانينات والتسعينات.
يُعرف وايت أيضًا بأعماله البيوغرافية الهامة. ألف سيرًا ذاتية موثوقة لثلاث شخصيات أدبية فرنسية بارزة: جان جينيه، مارسيل بروست، وأرتور رامبو.
ولد إدموند وايت في 13 يناير 1940. نشأ في بيئة محافظة، لكنه غادرها إلى نيويورك، حيث وجد مساحة أكبر من الحرية. عمل في الصحافة لسنوات ودرّس الكتابة والأدب في جامعات مرموقة مثل برينستون وييل.
كان وايت يعيش في نيويورك مع شريكه مايكل كارول، الذي تزوج منه في عام 2013.
على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها في سنواته الأخيرة، بما في ذلك كونه مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية منذ عام 1985 وتعرضه لجلطات دماغية ونوبة قلبية، فقد حافظ على إصراره على المضي قدمًا "دون شكوى، مع الحفاظ على بهجة الروح".