
في كلمات قليلة
عن عمر يناهز 87 عاماً، توفي الكاتب الكيني البارز نغوغي وا ثيونغو. كان مرشحاً متكرراً لجائزة نوبل واشتهر بقراره الجريء بالكتابة بلغته الأم الكيكويو بعد سجنه لنقده السلطات.
توفي الكاتب والروائي والمسرحي الكيني الشهير، نغوغي وا ثيونغو، عن عمر يناهز 87 عاماً، حسبما أعلنت ابنته يوم الأربعاء.
كتبت وانجيكو وا ثيونغو: «بقلب حزين نعلن وفاة والدنا، نغوغي وا ثيونغو، صباح يوم الأربعاء». وأضافت: «لقد عاش حياة حافلة بالكفاح وناضل بشجاعة».
يُعد نغوغي وا ثيونغو من أكثر الكتاب تأثيراً في شرق أفريقيا، وقد تم ترشيحه لجائزة نوبل في الأدب لمرات عديدة. تميزت أعماله بعمق ارتباطها بالأرض والشعب الذي ينتمي إليه، مبتعدة عن التأثر بالتقاليد الأدبية الغربية.
في عامي 1977-1978، سُجن وا ثيونغو من قبل السلطات الكينية، ويرجع ذلك جزئياً إلى كتاباته المسرحية التي انتقدت النخب الحاكمة في البلاد. بعد إطلاق سراحه، اتخذ قراراً جذرياً أصبح محورياً في مسيرته الأدبية: التخلي عن الكتابة باللغة الإنجليزية والتحول إلى لغته الأم، الكيكويو. كان هذا الاختيار مدفوعاً بإيمانه بالمساواة بين اللغات وكفاحه ضد عدم المساواة.
قال في مقابلة عام 2024 من كاليفورنيا، حيث كان يعيش في المنفى: «أؤمن إيماناً راسخاً بالمساواة بين اللغات. يروعني تماماً التسلسل الهرمي للغات».
في ذلك الوقت، أثار قراره بالكتابة بلغة الكيكويو دهشة وعدم فهم. يتذكر الكاتب الكيني ديفيد مايلو: «كنا نعتقد جميعاً أنه مجنون... وشجاع في الوقت نفسه. كنا نتساءل من سيشتري هذه الكتب».
أشار إيفان موانغي، أستاذ الأدب في جامعة نورثويسترن الأمريكية، إلى أن نغوغي «أعاد إحياء اللغات الأفريقية، التي طالما تم التقليل من شأنها واعتبارها غير قادرة على التعبير عن الحداثة بشكل واضح. إنه يفعل ما فعله كتاب عظماء آخرون في التاريخ: الكتابة بلغة شعوبهم بدلاً من لغة النخبة»، مستشهداً بأمثلة مثل شكسبير ودانتي وتولستوي.
ولد نغوغي وا ثيونغو لعائلة فلاحين في منطقة ليمورو، بالقرب من نيروبي. تأثرت شبابه بشكل كبير بالاستعمار البريطاني وثورة ماو ماو بين عامي 1952 و1960، وهما حدثان محوريان في مسيرة كينيا نحو الاستقلال الذي تحقق في عام 1963. هذه التجارب شكلت أساس أعماله الأولى.