
في كلمات قليلة
رفضت وزارة التعليم الفرنسية توزيع نسخة مصورة ومثيرة للجدل من قصة "الجميلة والوحش" على تلاميذ المدارس، معتبرةً محتواها مناسباً فقط للطلاب الأكبر سناً. الكتاب، الذي اعتبره رسامه شكلاً من أشكال الرقابة، تم طرحه الآن للبيع في المكتبات التجارية.
طُرحت في المكتبات الفرنسية نسخة مصورة من قصة "الجميلة والوحش"، كانت قد أثارت جدلاً بعد أن رفضت وزارة التربية الوطنية الفرنسية توزيعها مجاناً على تلاميذ المدارس الابتدائية.
الكتاب، الذي يحمل رسومات للفنان المعروف "جول"، يعتمد على النص الكلاسيكي للقصة بقلم جين-ماري لوبرينس دي بومون من عام 1756، لكنه يقدم رسوماً توضيحية عصرية للغاية. كانت وزارة التعليم قد كلفت بإنتاج الكتاب ضمن مبادرة "كتاب للإجازة"، بهدف تقديم كلاسيكيات الأدب الفرنسي لنحو 800 ألف تلميذ في الصف الخامس الابتدائي قبل انتقالهم إلى المرحلة الإعدادية.
لكن الوزارة ألغت عملية التوزيع في مارس 2025، قبل طباعة العدد الكبير المخصص للتلاميذ. بررت الوزارة قرارها بأن الكتاب يتناول "مواضيع قد تناسب الطلاب الأكبر سناً، في نهاية المرحلة الإعدادية أو بداية المرحلة الثانوية، مثل الكحول، شبكات التواصل الاجتماعي، وواقع اجتماعي معقد".
من جانبها، أشارت دار النشر GrandPalaisRmnÉditions، وهي فرع لمؤسسة عامة، في بيان صحفي، إلى أن الكتاب يستهدف القراء "من سن 10 سنوات فما فوق". تم حذف المقدمة التي كانت قد كتبتها الوزيرة السابقة إليزابيث بورن في البداية. كما تم تحديد عدد النسخ المطبوعة للطرح التجاري بـ 20 ألف نسخة فقط، مقارنة بالـ 800 ألف التي كانت ستوزع على المدارس.
الفنان "جول" انتقد بشدة قرار الوزارة، واصفاً إياه بأنه "شكل من أشكال الرقابة". أكد أن الكتاب حظي بموافقة مستويات متعددة داخل الوزارة وأن مسؤولين سابقين، من بينهم وزراء تعليم سابقين مثل نيكول بيلوبيه، غابرييل أتال، وباب ندياي، أشادوا به.
وأوضح "جول" أن الدعم الذي لقيه من شخصيات سياسية ذات توجهات متباينة يبرهن على أنه "ليس من المقبول أن تملي علينا فئة قليلة متشددة ما يجب قراءته وما لا يجب". كما عبر عن أسفه لأن الكتاب، الذي كان من المفترض أن يصل إلى أطفال لا يرتادون المكتبات غالباً، أصبح الآن متاحاً فقط لمن يزورونها. يرى أن الوزارة "فشلت" في مهمتها لتعزيز التراث الأدبي المشترك. الكتاب معروض للبيع في المكتبات بسعر 14.90 يورو.