عيد الموسيقى في باريس يجذب اهتماماً عالمياً غير مسبوق: لماذا يتوافد الشباب البريطاني بكثافة؟

عيد الموسيقى في باريس يجذب اهتماماً عالمياً غير مسبوق: لماذا يتوافد الشباب البريطاني بكثافة؟

في كلمات قليلة

يشهد عيد الموسيقى السنوي في باريس لعام 2025 اهتماماً غير مسبوق من الشباب البريطاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المهرجان المجاني الذي يقام في الشوارع يجذب الآلاف بوعوده بالحفلات والأجواء الاحتفالية، مما يثير ردود فعل متباينة، بعضها فكاهي، بين الفرنسيين.


في 21 يونيو من كل عام، تحتفل فرنسا بعيد الموسيقى (Fête de la musique)، وهو حدث يتحول فيه شوارع المدن إلى مسارح مفتوحة تستضيف حفلات موسيقية مجانية وعروضاً فنية متنوعة. لكن يبدو أن نسخة عام 2025 من هذا الحدث قد تجاوزت الحدود الفرنسية، وأثارت اهتماماً غير مسبوق، خاصة بين الشباب في المملكة المتحدة.

على مدار الأشهر القليلة الماضية، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصات مثل تيك توك، بمنشورات من شباب بريطاني يعبر عن حماسه الشديد وتخطيطه لزيارة باريس خصيصاً لحضور هذا المهرجان. لقد أسرت صور ولقطات من النسخ السابقة من المهرجان مخيلتهم، ووعدت بتجربة فريدة حيث يمكن الاستماع إلى الموسيقى مجاناً في الشوارع، والرقص في أي مكان، والاستمتاع بأجواء احتفالية مبهجة أثناء التجول في باريس مع الأصدقاء.

ساهم مؤثرون بريطانيون أيضاً في زيادة هذا الحماس. ففي مارس الماضي، وصفت إحدى المؤثرات الشهيرات عيد الموسيقى بأنه أحد أفضل الأوقات لزيارة باريس، حيث تبدأ الاحتفالات والعروض في جميع أنحاء المدينة من وقت مبكر. كما ينشر مستخدمو تيك توك محتوى عن الحدث بشكل مستمر، مقدمين أفكاراً للملابس المناسبة وغيرها من النصائح.

هذا الاهتمام المفاجئ بعيد الموسيقى الباريسي من قبل الشباب البريطاني يثير ردود فعل متباينة بين الفرنسيين. فبينما يسخر البعض مازحين في التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، طالبين منهم عدم المجيء لأن الشوارع ستكون مزدحمة جداً أو يدعون أن الحدث قد ألغي، يعبر آخرون عن قلقهم من الاكتظاظ الشديد. البعض الآخر يتعامل مع الأمر بروح الدعابة، مقارنين توقعات البريطانيين بـ "كوتشيلا فرنسية" ومحاولين إثناءهم عن القدوم بطرق فكاهية، مثل اقتراح زيارة منطقة أخرى خارج باريس كمزحة.

في المقابل، يقدم بعض الفرنسيين نصائح جدية للزوار البريطانيين لتجربة أفضل في باريس خلال المهرجان. ينصحون بارتداء أحذية مريحة، وحمل شواحن محمولة، وزجاجات مياه خاصة، وتوفير بعض النقود. ويوضحون أن الحفلات في الشوارع مجانية بمعظمها، لكن ليس كل شيء في المدينة سيكون مجانياً. على الرغم من بعض التعليقات السلبية التي قد يواجهها الزوار، يؤكد فرنسيون آخرون على الترحيب بالبريطانيين والمحبة التي يكنها الفرنسيون لزوارهم من المملكة المتحدة، داعين إياهم لتجاهل أي ردود فعل سلبية.

لم يقتصر الاهتمام بعيد الموسيقى في باريس على البريطانيين فقط، بل ظهرت علامات اهتمام أيضاً من ألمانيا وبلجيكا وحتى الولايات المتحدة. ومع ذلك، يبدو أن الظاهرة الأبرز هذا العام هي التركيز الشديد من الشباب البريطاني، الذين يبدون أن عيد الموسيقى في باريس يحتل مكانة أكبر في اهتماماتهم من فعاليات أخرى كبيرة قد تقام في نفس التوقيت.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.