
في كلمات قليلة
السياحة في فرنسا تشهد ازدهاراً كبيراً، حيث يتجه إليها سياح من دول مثل كندا واليابان الذين يتجنبون حالياً زيارة الولايات المتحدة بسبب سياسات ترامب. فرنسا تتوقع أرقاماً قياسية في عدد الزوار لعام 2024 وتسلط الضوء على أهمية القطاع للاقتصاد الوطني ومناطق مثل كورسيكا.
أكدت وزيرة السياحة الفرنسية، ناتالي ديلاتر، أن قطاع السياحة في فرنسا يشهد أداءً جيداً ويستفيد مما وصفته بـ«مناورة تجنب الولايات المتحدة» من قبل بعض السياح، خصوصاً القادمين من كندا واليابان. وأوضحت الوزيرة أن هؤلاء السياح «ينتظرون ما سيحدث بعد ترامب لزيارة الولايات المتحدة». وعبّرت عن سعادة فرنسا بهذا التحول، مشيرة إلى أن بلادها أصبحت وجهة بديلة لعدد من الجنسيات.
ولفتت ديلاتر إلى أن السياح الأمريكيين يمثلون شريحة مهمة لفرنسا، حيث يشكلون 5% من إجمالي الزوار و10% من الإيرادات السياحية. لكنها أشارت إلى زيادة بنسبة 30% في أعداد السياح الكنديين واليابانيين الذين لا يرغبون حالياً في زيارة الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب.
تتوقع فرنسا استقبال 100 مليون زائر في عام 2024، وهو رقم قياسي. وتطمح الوزيرة إلى تحطيم هذا الرقم مجدداً في عام 2025، حتى في غياب الفعاليات الكبرى. ويساهم قطاع السياحة بشكل كبير في الاقتصاد الفرنسي، حيث يمثل 8% من الناتج المحلي الإجمالي، و15 مليار يورو في الميزان التجاري، ويوفر مليوني فرصة عمل.
كما أشادت الوزيرة بمنطقة كورسيكا كـ«جوهرة» بين المواقع السياحية الفرنسية، مشيرة إلى أنها تستقبل أكثر من ثلاثة ملايين زائر بإيرادات تبلغ 3.4 مليار يورو، وهو ما يمثل خمسة أضعاف المتوسط الوطني من حيث المساهمة الاقتصادية للفرد. وتهدف الوزارة إلى تسليط الضوء على «سياحة النبيذ» (œnotourisme)، التي تحظى بطلب كبير من السياح الأجانب، حيث شهد هذا النوع من السياحة نمواً بنسبة 20% على مدى السنوات الثماني الماضية، مع 12 مليون سائح سنوياً يزورون مناطق النبيذ في فرنسا.
رغم النتائج الإيجابية، أشارت الوزيرة إلى تحديات تواجه القطاع، مثل نقص العمال الموسميين، والصراع بين الإيجارات طويلة الأجل والإيجارات الموسمية، والحاجة إلى جذب المستثمرين في ظل قيود الميزانية. وشددت على ضرورة أن تكون فرنسا «عدوانية تجارياً» وتسعى جاهدة للحفاظ على مكانتها كوجهة سياحية أولى في العالم.