
في كلمات قليلة
تثير نسبة الإنفاق الحكومي المرتفعة في فرنسا (58% من الناتج المحلي الإجمالي) تساؤلات حول نموذجها الاقتصادي. يشير بعض المحللين إلى أن سياسات الضرائب والإنفاق لا تؤدي إلى تحسن مستمر في الوضع الاقتصادي.
منذ سبعينيات القرن الماضي، أشار الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان إلى أن أي بلد تتجاوز فيه النفقات العامة 40% من الناتج المحلي الإجمالي يصبح فعليًا دولة اشتراكية. اليوم، تتجاوز فرنسا هذا الحد بكثير، حيث تصل النفقات الحكومية إلى حوالي 58% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يضع نموذجها الاقتصادي تحت المجهر.
هذا المستوى المرتفع من التدخل الحكومي في الاقتصاد يدفع بعض المحللين إلى وصف فرنسا، بسخرية، بأنها قد تكون "دولة شيوعية ناجحة". هذا الوصف، الذي يُنسب أحيانًا إلى ميخائيل غورباتشوف، يسلط الضوء على حجم القطاع العام وتأثيره الكبير على مختلف جوانب الحياة في البلاد.
على الرغم من هذا الإنفاق العام الضخم، لا يزال الوضع الاقتصادي في فرنسا يواجه تحديات مستمرة ويتطلب "جهوداً" جديدة من المواطنين. الحلول التقليدية عادةً ما تتضمن محاولات لخفض الإنفاق سرعان ما يعقبها زيادات جديدة. كما يتم فرض ضرائب استثنائية ومؤقتة على الأثرياء، لكنها تتحول مع مرور الوقت إلى ضرائب دائمة تطال شرائح أوسع من السكان، بما في ذلك أولئك الذين يحسنون وضعهم من خلال العمل أو الادخار. تبدو الدولة في سعي دائم لفرض ضرائب جديدة، وكأنها "مدمنة ضرائب".
للأسف، هذه الدورة من الإجراءات، حسب رأي الخبراء، لا تؤدي إلى تحسن ملحوظ في الوضع، وتتكرر مراراً وتكراراً دون أن يبدو أن هناك وعياً كافياً بعدم فعالية هذه السياسات.