أسعار النفط ترتفع بشدة في آسيا وسط مخاوف التصعيد بعد الضربات الأمريكية على إيران

أسعار النفط ترتفع بشدة في آسيا وسط مخاوف التصعيد بعد الضربات الأمريكية على إيران

في كلمات قليلة

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً في الأسواق الآسيوية بعد الضربات الأمريكية على إيران والتهديدات الإيرانية بالرد. تتزايد المخاوف في السوق من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط واحتمال إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، مما قد يؤثر على الإمدادات العالمية.


شهدت أسعار النفط ارتفاعاً قوياً في الأسواق الآسيوية في بداية الأسبوع، حيث قفزت العقود الآجلة بنحو 6% قبل أن تقلص جزءاً من مكاسبها. جاء هذا الارتفاع على خلفية تزايد التوترات في الشرق الأوسط إثر الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد أهداف في إيران والتهديدات التي أطلقها طهران بالرد.

وصل سعر خام برنت القياسي خلال تعاملات يوم الاثنين إلى ذروته منذ نهاية يناير الماضي عند 81.40 دولار للبرميل، مسجلاً زيادة قدرها 5.7%، قبل أن يتراجع قليلاً ليستقر على ارتفاع بنسبة 2.86% عند 79.21 دولار. كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بشكل مماثل، حيث بلغ 78.40 دولار للبرميل (وهو الأعلى في خمسة أشهر)، ثم تداول مرتفعاً بنسبة 2.82% عند 75.92 دولار.

تصاعدت حدة التوتر بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات، قالت واشنطن إنها استهدفت تدمير البرنامج النووي الإيراني. ردت طهران بتهديدات واضحة بالانتقام من الولايات المتحدة، مما زاد من المخاوف بشأن خروج الوضع عن السيطرة وتصعيد واسع النطاق في المنطقة.

يتمثل أكبر مخاوف سوق النفط في احتمال تحقق السيناريو الأسوأ، وهو إغلاق أو تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز قبالة السواحل الإيرانية. يمر عبر هذا المضيق الاستراتيجي ما يقرب من 20% من إمدادات النفط العالمية وحوالي ثلث حركة ناقلات النفط في العالم.

يشير المحللون إلى أنه حتى لو لم تتخذ إيران قراراً رسمياً بإغلاق المضيق، فإن مجرد تزايد التوتر واحتمال حدوث اضطرابات يؤدي بالفعل إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري (التأمين والشحن). وهذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على إمدادات وتكاليف المحروقات في السوق العالمية.

قد تؤثر الردود الإيرانية المحتملة على صادرات النفط من منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ورغم أن إيران تحتل المرتبة التاسعة عالمياً في إنتاج النفط بحوالي 3.3 مليون برميل يومياً، فإن القلق الأكبر ينبع من احتمالية تقييد حركة المرور عبر مضيق هرمز.

تفيد الوكالات الدولية للطاقة بأن هناك طرقاً برية بديلة مثل خط أنابيب الشرق والغرب السعودي نحو البحر الأحمر وخط أنابيب إماراتي، لكن طاقتها الاستيعابية لا تتجاوز ربع الحجم اليومي المعتاد الذي يمر عبر هرمز.

مع ذلك، هناك عوامل قد تخفف من حدة الارتفاع الحالي. تشمل هذه العوامل المخزونات العالمية المرتفعة من النفط، والقدرات الاحتياطية المتاحة لدى تحالف أوبك+، واستمرار زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. يمكن لهذه العوامل أن توفر بعض الحماية من صدمة فورية في الإمدادات.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.