
في كلمات قليلة
ارتفعت أسعار السيارات الجديدة في أوروبا بشكل كبير، مما أدى إلى انخفاض المبيعات بنحو 30٪ مقارنة بعام 2019. تعزى الأسباب الرئيسية إلى المعايير البيئية الصارمة وسعي شركات تصنيع السيارات لتحقيق هوامش ربح أعلى. يرى رؤساء ستيلانتس ورينو أن إلغاء القيود التنظيمية بشكل جذري ضروري لإعادة القدرة على تحمل التكاليف.
يشهد سوق السيارات الجديدة في أوروبا أزمة عميقة، والسبب الرئيسي هو الارتفاع السريع في الأسعار. فخلال السنوات القليلة الماضية، زادت تكلفة السيارات بشكل ملحوظ، مما يجعلها أقل سهولة في متناول شريحة واسعة من المشترين.
وفقًا لبيانات المبيعات للأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، كانت مبيعات السيارات الخفيفة (السيارات الملاكي والمركبات التجارية الخفيفة) في منطقة أوروبية رئيسية أقل بنسبة 28.12% تقريبًا من مستوياتها في عام 2019، قبل جائحة كوفيد-19. هذا يشير بوضوح إلى انخفاض القدرة الشرائية وتوافر السيارات بأسعار معقولة.
يتفق الخبراء وممثلو الصناعة على أن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع التكلفة هو تشديد اللوائح البيئية، مثل معايير يورو 6 ويورو 7 القادمة. يتطلب تطبيق التقنيات الجديدة للامتثال لهذه المعايير استثمارات كبيرة، يتم تحميل تكلفتها على المستهلك النهائي.
عامل آخر هو استراتيجية شركات تصنيع السيارات. في ظل العرض المحدود (الناجم، على سبيل المثال، عن نقص المكونات في الماضي) والحاجة إلى الاستثمار في السيارات الكهربائية والتقنيات الجديدة، تركز الشركات على مبيعات الموديلات والفئات الأعلى سعراً لضمان هوامش ربح أعلى. وهذا يؤدي إلى تحول ما يسمى بالسيارات "الميسورة التكلفة" إلى فئات سعرية أعلى.
على سبيل المثال، اختفت تقريبًا سيارات "المدينة الصغيرة" (الفئة A)، التي كانت شائعة في فئة الميزانية، من السوق أو لا يتم تقديمها إلا في نسخ كهربائية باهظة الثمن. يتم الآن تمثيل فئة "المبتدئين" الرئيسية بـ "السيارات الهاتشباك الحضرية" الأكبر (الفئة B).
رؤساء كبرى مجموعات السيارات، مثل ستيلانتس ورينو، يدقون ناقوس الخطر. في مقابلات حديثة، أكدوا أن سوق السيارات الأوروبي بحاجة إلى تبسيط جذري وسريع للمتطلبات التنظيمية. في رأيهم، هذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة سيارات ميسورة التكلفة حقًا إلى السوق للمستهلكين العاديين.
وبالتالي، فإن مزيجًا من التنظيمات الصارمة وسعي المصنعين لتحقيق هوامش ربح عالية يؤدي إلى أن تصبح السيارات الجديدة رفاهية وليست وسيلة نقل، مما يؤثر سلبًا على سوق السيارات بأكمله.