
في كلمات قليلة
أعلنت الحكومة الفرنسية عن إصلاح لنظام تشخيص أداء الطاقة (DPE) يدخل حيز التنفيذ في عام 2026. سيؤدي هذا التغيير إلى إعادة تصنيف 850 ألف مسكن يعتمد على التدفئة الكهربائية، مما يخرجها من فئة العقارات 'شديدة استهلاك الطاقة' ويثير جدلاً حول دوافع القرار.
أعلنت الحكومة الفرنسية عن إصلاح كبير في طريقة حساب تشخيص أداء الطاقة (DPE)، وهو المؤشر الرئيسي المستخدم لتقييم كفاءة استهلاك الطاقة في المباني السكنية. من المتوقع أن يؤدي هذا التغيير، الذي سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 يناير 2026، إلى إخراج 850 ألف مسكن من فئة "المساكن شديدة استهلاك الطاقة".
يهدف الإصلاح إلى معالجة ما يعتبره الكثيرون تمييزًا غير عادل ضد أنظمة التدفئة الكهربائية. منذ إطلاقه في عام 2001 وتحديثه في عام 2021، أصبح تشخيص أداء الطاقة (DPE) أداة حاسمة في سوق العقارات الفرنسي، حيث يصنف المساكن من الفئة A (الأكثر كفاءة) إلى G (الأقل كفاءة)، مما يؤثر على قرارات البيع والإيجار ويفرض التزامات بتنفيذ أعمال تجديد. إلا أن صيغة الحساب الحالية تضر بالمساكن التي تعتمد على الكهرباء في التدفئة، مما يؤدي إلى تصنيفها بسهولة ضمن الفئات F أو G مقارنة بتلك التي تستخدم الغاز أو الوقود.
لتحقيق توازن أفضل، تخطط الحكومة لخفض معامل تحويل الكهرباء من 2.3 إلى 1.9. هذا يعني أن استهلاك الكهرباء، المحسوب من فواتير الطاقة، سيكون له وزن أقل في التقييم النهائي. في المقابل، سيحتفظ الغاز الطبيعي بمعامله الأكثر تفضيلاً البالغ 1. يهدف هذا التعديل إلى عكس "واقع مزيج الطاقة الفرنسي، الذي يعتمد بشكل كبير على الطاقة النووية منخفضة الكربون".
وفقًا لخبراء في مجال الطاقة، فإن "هذا الإصلاح يصحح الوضع الحالي الذي يضر بشكل كبير بالمساكن الصغيرة التي تستخدم الكهرباء، سواء للتدفئة أو لتسخين المياه". العديد من الشقق الصغيرة التي تقل مساحتها عن 40 مترًا مربعًا كانت تُصنف ضمن المساكن شديدة استهلاك الطاقة، بينما لم تكن لتُصنف كذلك لو كانت تستخدم الغاز. ومع ذلك، هناك تحذيرات من أن هذا التعديل قد يبطئ من وتيرة أعمال التجديد الحراري، حيث ستبدو أقل إلحاحًا.
أثار الإصلاح ردود فعل متباينة. يرى البعض أنه "إشارة قوية" لصالح التحول نحو الكهرباء في المساكن، وهي خطوة ضرورية لمكافحة تغير المناخ، واحتفاء بمزيج الطاقة الفرنسي منخفض الكربون بنسبة 95%. من ناحية أخرى، ينتقد آخرون القرار ويعتبرونه "هدية لأصحاب العقارات" و"موقفًا سياسيًا" يدعم الكهرباء والطاقة النووية. كما أعربوا عن قلقهم من أن التعديلات المتكررة على نظام DPE قد "تعزز الشكوك حول مصداقيته".
ومن المقرر أن يصبح التعديل ساري المفعول في بداية عام 2026، بعد صدور مرسوم في سبتمبر 2025 وإجراء مشاورات عامة ستنطلق في الأيام المقبلة.