أين الأزمة؟ بوفيهات "كل ما تستطيع أكله" تكتسح فرنسا وتحقق نجاحاً هائلاً

أين الأزمة؟ بوفيهات "كل ما تستطيع أكله" تكتسح فرنسا وتحقق نجاحاً هائلاً

في كلمات قليلة

تشهد فرنسا ازدهاراً غير مسبوق في عدد مطاعم البوفيه المفتوح التي تقدم الطعام بكميات غير محدودة، متجاوزة سلاسل الوجبات السريعة الكبرى. هذه المطاعم، رغم الأحاديث عن الأزمة الاقتصادية، تحقق أرباحاً ضخمة وتجذب آلاف الزبائن شهرياً بفضل تنوعها وقيمتها.


لم تكن موجودة قبل 10 سنوات، لكنها اليوم تنتشر بأكثر من 5000 مطعم في جميع أنحاء فرنسا. إنها مطاعم البوفيه المفتوح الضخمة، التي عادة ما تقع في المناطق التجارية وتقدم تشكيلة واسعة وغير محدودة من الأطعمة. هذه المؤسسات، التي يديرها بشكل شبه حصري الجالية الصينية، تجاوز عددها الآن عدد مطاعم ماكدونالدز وبرجر كينج وكنتاكي مجتمعة.

لفهم أسباب هذا النجاح الجنوني، زارت وكالة أنباء أحد أكبر هذه البوفيهات في منطقة باريس. المطعم يتسع لـ 400 شخص ويتميز ببوفيه ضخم يمتد لثلاثين متراً، يقدم كل شيء تقريباً، من السوشي والمحار ولحم الخنزير بالكراميل إلى البيتزا وخبز النان بالجبن، وكلها متاحة بكميات غير محدودة.

على الرغم من الحديث المستمر عن الأزمة الاقتصادية، فإن هذه المطاعم تعج بالزبائن. يقول موظف الأمن في أحدها ساخراً: "أين الأزمة؟ كل سبت نكون ممتلئين بالكامل. الناس يتحدثون عن الأزمة، ولكن هنا لدينا الكثير من الناس يأكلون مقابل 27 يورو".

الزبائن يعشقون هذه البوفيهات بسبب القيمة مقابل المال والتنوع الهائل وحرية تناول الطعام. تقول إحدى الزبونات: "نأكل كل شيء، هذه طبقنا الأول، في المرة الأخيرة أخذت 6 أطباق". وترى أخرى أن المكان بمثابة "مهرب من الطبخ في المنزل". ورغم الإقبال، يمزح البعض بأنها "خدعة صغيرة" لأنك تشعر بالامتلاء بسرعة.

يشرح هنري تشين، صاحب أحد المطاعم الناجحة، أن نموذج العمل يعتمد على الحجم. الربح من كل زبون صغير، حوالي 1-1.50 يورو فقط، ولكن تحقيق أكثر من 20 ألف زبون شهرياً يجعل العمل مربحاً للغاية. ويؤكد أن حوالي 30% من الأطعمة تُعد طازجة في المطعم، والباقي هو طعام مجمد عالي الجودة، وهو أمر شائع في صناعة المطاعم.

الخبراء يؤكدون على جاذبية مفهوم "كل ما تستطيع أكله" للمستهلكين، حيث يمنحهم حرية الوقت وتناول الكمية التي يرغبون بها. يشير أحد المتخصصين إلى أن هذه البوفيهات كانت السباقة في تقديم هذا التنوع الهائل على مساحات كبيرة وبأسعار معقولة. ورغم ارتفاع الأسعار خلال عقد من الزمن، من 12 يورو ظهراً إلى 20 يورو حالياً، ومن 20 يورو مساءً إلى 35 يورو، فإن الجودة تحسنت والعملاء استمروا في القدوم، مما يدل على مسار إيجابي للغاية لهذا القطاع.

في وقت يتم فيه التركيز على الأكل الصحي والاقتصادي، يمثل ازدهار بوفيهات "كل ما تستطيع أكله" في فرنسا قصة نجاح لافتة للنظر، حيث تستقطب عشرات الآلاف من الزبائن شهرياً وتحقق أرباحاً كبيرة على الرغم من الظروف الاقتصادية السائدة.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.