
في كلمات قليلة
يشهد قطاع بناء المنازل الفردية في فرنسا تراجعًا كبيرًا. أدت التكاليف المرتفعة، حالات الإفلاس، وتغير السياسات إلى انخفاض بناء هذه المنازل بنسبة الثلثين خلال عقدين.
يشهد قطاع بناء المنازل المستقلة في فرنسا أزمة عميقة. يؤدي الارتفاع الصاروخي للتكاليف، وتزايد حالات إفلاس شركات البناء، وتغير السياسات الحكومية، إلى انخفاض لا هوادة فيه في بناء المنازل المنفصلة التي يحلم بها العديد من الفرنسيين.
على مدى السنوات العشرين الماضية، انخفض عدد المنازل الفردية المبنية في فرنسا بمقدار الثلثين. على الرغم من أن الفرنسيين لا يزالون يحلمون بامتلاك منزلهم الخاص مع حديقة، وفقًا للاستطلاعات، فإن واقع السوق وسياسات التخطيط العمراني يجعل هذا الحلم أقل قابلية للتحقيق.
كان تصريح وزيرة الإسكان السابقة، إيمانويل وارغون، في عام 2021 مؤشرًا على هذا التحول، حيث وصفت نموذج المنزل مع الحديقة بأنه "غير مستدام" ويؤدي إلى "طريق مسدود". وقالت حينها إن "هذا الحلم الذي بُني للفرنسيين في السبعينات هو هراء بيئي واقتصادي واجتماعي". أثارت هذه التصريحات ردود فعل قوية من قبل الفاعلين في القطاع وصدمت عددًا كبيرًا من الفرنسيين، خاصة بعد أن تبين لاحقًا أن الوزيرة نفسها تعيش في منزل مستقل.
هذه الانتقادات المباشرة للمنازل المستقلة تكشف النظرة التي تحملها السلطة السياسية المركزية والإدارة تجاه هذا النوع من المساكن. فهم يعتبرون المنزل المستقل جزءًا من الماضي، يستهلك مساحة كبيرة جدًا. يتجه التوجه العام منذ سنوات عديدة نحو "تكثيف البناء" (densification)، بهدف استخدام الأراضي بشكل أكثر كفاءة وتطوير المساكن متعددة الوحدات داخل المدن.
يعترف ممثلو القطاع بأن المنازل المستقلة لطالما اعتبرت رمزًا "للتمدد العمراني" (étalement urbain)، لكنهم يصرون على ضرورة دعم هذا الجزء من السوق نظرًا للطلب القوي من السكان. ومع ذلك، فإن العوامل الاقتصادية والمسار السياسي يخلقان المزيد من العوائق أمام تطوره، مما يهدد وجود العديد من شركات البناء ويقلل فرص المواطنين في تحقيق حلمهم بامتلاك منزل خاص.