بلغاريا تستعد لليورو: طفرة عقارية مثيرة للريبة مع اقتراب الانضمام لمنطقة العملة الموحدة

تستعد بلغاريا لخطوة اقتصادية كبرى، حيث من المتوقع أن تنضم رسمياً إلى منطقة اليورو في أوائل عام 2026. وبينما يثير هذا الاحتمال نقاشاً واسعاً بين البلغاريين، فإنه يحظى باهتمام كبير ونشاط مكثف من قبل الأوساط الإجرامية التي تسعى لحقن سيولتها النقدية غير المشروعة في الاقتصاد الشرعي قبل هذا التحول.

يشير مراقبون وخبراء إلى أن أحد أبرز المؤشرات على هذا النشاط هو الطفرة غير المسبوقة التي يشهدها سوق العقارات في بلغاريا. تشهد أسعار المتر المربع ارتفاعاً حاداً وسريعاً، خاصة في العاصمة صوفيا والمدن الكبرى الأخرى في البلاد.

ارتفعت قيمة العقارات بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية. يذكر وكلاء العقارات أن بعض المشترين يقبلون على شراء عدة شقق بمجرد عرض عقارات جديدة في السوق، ما يعكس محاولات لاستثمار مبالغ ضخمة وسريعة.

في قطاع الإنشاءات الجديدة تحديداً، تضاعف متوسط سعر المتر المربع بين أوائل عام 2022 وربيع عام 2024. ولا يزال هذا الاتجاه مستمراً، فوفقاً لبوابة رئيسية للوكالات العقارية، ارتفعت أسعار العقارات في المدن البلغارية الرئيسية بنسبة تصل إلى 15% إضافية منذ بداية العام مقارنة بالعام السابق.

يبلغ متوسط سعر المتر المربع في صوفيا اليوم حوالي 2000 يورو، مع ارتفاعه إلى 4000 يورو في المناطق الأكثر طلباً. وفي سوق العقارات الفاخرة، قد تصل قيمة بعض الممتلكات إلى 10 آلاف يورو للمتر المربع.

يربط الخبراء هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار والنشاط المكثف في سوق الإسكان باستعدادات عالم الجريمة للانتقال إلى العملة الأوروبية الموحدة. يُعتقد أن الانضمام إلى منطقة اليورو سيسهل حركة رؤوس الأموال ويجعل الاقتصاد البلغاري وجهة أكثر جاذبية لعمليات غسيل الأموال الناتجة عن الأنشطة الإجرامية.