
في كلمات قليلة
يعتزم البنك الرقمي البريطاني Revolut القيام باستثمارات ضخمة في فرنسا، تشمل فتح مقر أوروبي ثانٍ في باريس والسعي للحصول على ترخيص مصرفي فرنسي. تهدف الشركة إلى تعزيز وجودها في السوق الفرنسية والأوروبية.
يعتزم بنك Revolut الرقمي البريطاني استثمار أكثر من مليار يورو في فرنسا خلال السنوات الثلاث القادمة. كما أعلنت الشركة عن نيتها تأسيس مقرها الأوروبي الثاني في العاصمة الفرنسية باريس، وتقديم طلب للحصول على ترخيص مصرفي فرنسي.
جاء هذا الإعلان خلال قمة Choose France. تُعد فرنسا حالياً ثاني أكبر سوق لـ Revolut بعد المملكة المتحدة، مع أكثر من 5 ملايين عميل. تهدف الشركة إلى تسريع وتيرة نموها في غرب أوروبا وأن تصبح البنك الرئيسي لمستخدميها.
لتحقيق هذه الأهداف، سيقوم Revolut بتقديم طلب للحصول على ترخيص مصرفي من الجهة التنظيمية الفرنسية المختصة. ستشمل الاستثمارات التي تتجاوز مليار يورو توظيف أكثر من 200 شخص في فرنسا وزيادة رأس المال الخاص بالشركة لتلبية متطلبات الجهة التنظيمية للعمل بترخيص مصرفي فرنسي.
وقد رحب وزير الاقتصاد الفرنسي بقرار Revolut، واصفاً إياه بأنه أحد أهم الاستثمارات الأجنبية في القطاع المالي الفرنسي خلال العشر سنوات الماضية، ومؤكداً على مكانة باريس كمركز مالي رائد في أوروبا.
سيدير المكتب الجديد لـ Revolut في باريس العمليات في فرنسا، بالإضافة إلى فروع الشركة في أيرلندا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا. وسيستمر المقر الرئيسي في ليتوانيا، حيث حصلت الشركة على أول ترخيص أوروبي لها في عام 2017، في خدمة العملاء في الأسواق الأوروبية الأخرى.
اختيار فرنسا لتأسيس المركز الأوروبي الثاني لم يكن عشوائياً. فمع وجود أكثر من 80% من عملائها في أوروبا، ترى Revolut في فرنسا أكبر سوق لها في الاتحاد الأوروبي، وأسرع سوق نمواً على مستوى العالم. وتعتبر باريس، بنظامها المصرفي النشط وإطارها التنظيمي القوي، منصة مثالية لتسريع مسار نمو Revolut في أوروبا وما بعدها.
هدف Revolut هو أن يصبح البنك الرئيسي لعملائه في فرنسا وغرب أوروبا. الحصول على ترخيص مصرفي فرنسي يهدف إلى بناء الثقة لدى العملاء، حيث لا يزال القليل منهم يحولون رواتبهم إلى البنك الرقمي. لاحظت الشركة بالفعل زيادة كبيرة في عدد العملاء بعد استبدال رقم الحساب المصرفي الدولي (IBAN) الليتواني بآخر فرنسي العام الماضي.
سيسمح الترخيص المصرفي لـ Revolut بتقديم مجموعة كاملة من منتجات التوفير في فرنسا، بما في ذلك المنتجات الخاضعة للتنظيم. كما تخطط الشركة لإطلاق خدمات الرهن العقاري، والتي يتم اختبارها حالياً في ليتوانيا. ينوي Revolut أيضاً توسيع خدماته للمهنيين والشركات، لتشمل القروض والادخار.
الحصول على الترخيص الفرنسي والاستثمارات الكبيرة من شأنها أن تساعد Revolut على أن يصبح بنكاً أوروبياً رئيسياً وتحقيق هدف الوصول إلى 100 مليون عميل حول العالم في السنوات القادمة. في فرنسا، تطمح Revolut إلى الوصول إلى 10 ملايين عميل بحلول عام 2026، متجاوزة بذلك قاعدة عملاء أقدم بنك فرنسي عبر الإنترنت. وهذا من شأنه أن يزيد من حدة المنافسة في سوق البنوك الرقمية ويدفع البنوك التقليدية للبحث عن استراتيجيات لمواجهة هذا النمو.
تُظهر الأداء المالي لـ Revolut نمواً قوياً: في العام الماضي، ضاعفت الشركة أرباحها لتصل إلى ما يقرب من مليار يورو، وزادت إيراداتها بنسبة 72%.