بريد فرنسا يعيد تعريف دوره: من توصيل الرسائل إلى دعم كبار السن ومكافحة العزلة

بريد فرنسا يعيد تعريف دوره: من توصيل الرسائل إلى دعم كبار السن ومكافحة العزلة

في كلمات قليلة

تسعى خدمة البريد الفرنسية La Poste إلى تغيير دورها لمواجهة تقلص حجم الرسائل وزيادة الطرود، مستهدفة تقديم خدمات اجتماعية للأشخاص المعزولين، وخاصة كبار السن، معتمدة على شبكة ساعي البريد ودعماً لأهمية الروابط الاجتماعية.


تشهد خدمة البريد الفرنسية La Poste تحولاً كبيراً للتكيف مع العصر الرقمي. يطور المدير العام للمجموعة، فيليب وال، الذي يتولى منصبه منذ عام 2013، خدمات جديدة للقرب تركز على مساعدة الأشخاص المعزولين، بهدف الحفاظ على الروابط الاجتماعية.

لقد تقلص حجم الرسائل التقليدية التي يتعامل معها ساعي البريد بشكل حاد. في عام 2008، كان بريد فرنسا يعالج 18 مليار رسالة سنوياً، أما اليوم فقد أصبح العدد 5 مليارات فقط. إلى جانب الزيادة الكبيرة في تسليم الطرود، أجرت الشركة دراسة عميقة لمهمة موظفيها البالغ عددهم 200 ألف موظف، من بينهم 65 ألف ساعي بريد.

اتضح أن ساعي البريد يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في كسر حاجز العزلة الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص، وخاصة كبار السن. لم تعد مهمة ساعي البريد مقتصرة على التوصيل فقط، بل توسعت لتشمل تقديم خدمات مثل توصيل الوجبات أو الأدوية للمسنين، مراقبة حالة الوالدين المسنين، والمساعدة في الإجراءات الإدارية.

يؤكد فيليب وال على أننا لا نساوي شيئاً بدون الروابط الاجتماعية، وأنها هي ما يشكل قوة وثراء الجنس البشري، كما توضح أعمال عالم الاجتماع برنارد لاير. هذه الدراسات الاجتماعية تسلط الضوء على أهمية التفاعل البشري وتدعم التوجه الجديد لبريد فرنسا نحو تعزيز هذه الروابط.

بهذه التغييرات، لا تقتصر مهمة La Poste على الخدمات البريدية التقليدية، بل تتسع لتشمل دوراً اجتماعياً حيوياً في دعم الفئات الأكثر ضعفاً وتعزيز التكاتف المجتمعي.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.